علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية المنعقدة مؤخرا شهدت نقاشات ساخنة بحضور عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال. إذ دعا أعضاء من اللجنة الفاسي إلى فتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إلى الحزب بخصوص ضلوعه في جرائم في الريف، «حتى لا يفسح المجال أمام أي كان للتجني على الحزب وعلى تاريخه». وأكدت مصادر مطلعة أن الشباب الذين اجتمعوا بعباس الفاسي أكدوا أن «الكل بات يتحدث عن جرائم مرتكبة من قبل الحزب، بطريقة تسيء إلى تاريخ ونضالات الحزب». وأكدت مصادرنا أن أحد المتدخلين كان يتحدث بنبرة غاضبة بعد اتهام حزبه «باغتيال مناضلين وتعذيب آخرين في السنوات التي أعقبت حصول المغرب على الاستقلال». في السياق نفسه، ذكرت مصادرنا أن عضوا داخل اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية ناشد عباس الفاسي بفتح تحقيق في صحة الاتهامات الموجهة إلى الحزب أو نفيها وتوجيه رسائل واضحة إلى الخصوم السياسيين الذين تطاولوا على سمعة الحزب. وأضاف نفس العضو مخاطبا عباس الفاسي «ما يروج مؤخرا في وسائل الإعلام خطير جدا، ولا يشرف الحزب ولا مساره النضالي الطويل، ولذلك إما أن ننفي أو نؤكد. حزبنا عتيد ولا يمكن أن يتقبل مثل هذه المزايدات». وتأتي هذه الدعوات في ظل تراشق إعلامي كبير بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، أججه إلياس العماري، القيادي البارز في حزب «البام»، على خلفية اتهامه ما وصفه ب«ميلشيات حزب الاستقلال» بتعذيب والد حكيم بنشماس المنتخب مؤخرا رئيسا للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة. ولم تمر هذه التصريحات دون أن يدبج عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، افتتاحية نارية في عموده «حديث اليوم»، حيث رد على اتهامات العماري، معتبرا إياها باطلة، وتساءل عن الظروف التي أدت بإلياس العماري إلى أن يخرج عن صمته في هذه اللحظة بالذات. يذكر أن حزب الاستقلال غاب عن أشغال المؤتمر الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد مؤخرا ببوزنيقة، الأمر الذي أرجعه البعض إلى توتر العلاقة بينهما في المدة الأخيرة. إلى ذلك، مر اجتماع اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، الذي خصص لمناقشة الوضعية السياسية، في جو عادي، ما عدا غضب ممثلي جهة الصحراء من عدم تمثيلهم في الحكومة. وبدا واضحا أن التيار الداعم لعباس الفاسي، الأمين العام الحالي، كان مسيطرا بعد أن ظهرت بوادر انقسام في صفوفه على إثر الصراع الكبير، الذي دار بين أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب بخصوص تدبير المشاورات الحكومية مع عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الفائز بالانتخابات.