توفوا جميعهم في ليلة 20 فبراير في مدينة الحسيمة، بعد أن وجدت المصالح الأمنية جثتهم «متفحمة» داخل إحدى الوكالات البنكية للمدينة. وتطالب عائلات الكتوفّين بالتحقيق في ظروف وفاتهم، التي اعتبرتها «غامضة» وهو الأمر الذي استجاب له الوكيل العام لدى استئنافية الحسيمة، الذي أحال الملف ‘لى قاضي التحقيق في المحكمة ذاتها، والذي شرع في الاستماع إلى العائلة حول المعطيات المتوفرة لديها بخصوص ظروف وفاة أبنائها. وتطالب العائلات التي قضى أبناؤها في حريق الحسيمة بمشاهدة تسجيل الكاميرا التي كانت مثبتة داخل مبنى الوكالة البنكية، من أجل معرفة الحقيقة حول ما حدث. وجاء قرار وكيل الملك لدى استئنافية الحسيمة بعد تصاعد احتجاجات عائلات الشبان الخمسة، الذين يشكّون في رواية احتراق أبنائهم في ليلة 20 من فبراير، التي عرفت أعمال شغب وانفلاتا أمنيا في المدينة.
فدوى العروي : على غير عادة الجنس الناعم، فاجأت فدوى العروي الرأي العام في مدينة الفقيه بنصالح والرأي العام المغربي بإقدامها على إحراق نفسها في الشارع العام.. وتعد فدوى، التي تبلغ من العمر 20 سنة فقط، أول امرأة مغربية تقوم بإحراق نفسها احتاجا على الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي كانت تعيشها. بعد إحساس ب»الغبن»، أضرمت فدوى النار في جسدها أمام مقر المجلس البلدي أمام ذهول جميع الحاضرين، بعد أن «نهرها» رئيس المجلس البلدي لسوق السبت ومنعها من دخول مكتبه. وتتحدر فدوى، التي ازدادت سنة 1991، من أسرة فقيرة تتكون من ثمانية أفراد دون دخل قار، إذ كان والدها يعمل مياوما في المدينة. لم تتحمل فدوى «الإهانة» التي أحست بها من طرف المسؤول المحلي، الذي رفض مقابلتها وسماع دفاعها عن حقها في الحصول على سكن لائق يحميها وابنَيْها برودة الشارع. كريم الشايب : يعتبر كريم الشايب من الضحايا الأوائل لحركة 20 فبراير في مدينة صفرو. وحكت مصادر حقوقية أنه تعرّضَ للضرب من طرف قوات الأمن في حي لابيطة -زنقة لالا الياقوت خلال المسيرة الاحتجاجية التي كانت تنظمها تنسيقية 20 فبراير في المدينة. وأضافت المصادر ذاتها أن الشايب توفي في حدود الساعة السابعة والنصف مساء من يوم الثلاثاء، 22 فبراير 2011، داخل منزله في صفرو، متأثرا بجروح بليغة إثر الاعتداء العنيف الذي تعرّض له على يد الشرطة بسبب مشاركته في مسيرة 20 فبراير. ومخافة إثارة الفوضى بعد وفاة الشايب، قررت السلطات انتظار عدة أيام قبل تسليم جثمانه لعائلته من أجل دفنه، مخافة تحول المسيرة التأبينية إلى احتجاجات يمكن أن تؤثر على الوضع الأمني المحتقن داخل المدينة آنذاك.
كمال العماري : يلقب كثير من المراقبين كمال العماري ب»شهيد حركة جماعة والإحسان». وقد لفظ العماري أنفاسه، حسب عائلت، متأثرا بجراح أصيب بها، بعد تعرضه لاعتداء بالعصي من قِبَل الشرطة أثناء مشاركته في مسيرة حركة 20 فبراير. وقد توفي العماري في المستشفى، بعد أن ظل يصارع الموت في بيت عائلته، التي لم تنقله إلى المستشفى في الوقت المناسب، مخافة اعتقاله من طرف الشرطة، التي باشرت حملة اعتقالات واسعة ضد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية التي نُظِّمت في مدينة آسفي. غير أن العائلة اضطرت إلى نقله إلى المستشفى بعد أن ساءت حالته الصحية، ليلفظ أنفاسه مباشرة بعد دخوله المستشفى. حميد الكنوني : تعتبر حركة 20 فبراير حميد الكنوني من بين «شهدائها»، رغم أنه لم يفارق الحياة في إحدى مسيرات الحركة، بل توفي احتجاجا على «الحكرة» وطلبا للكرامة الإنسانية التي تناضل من أجلها الحركة منذ انطلاقها في 20 فبراير 2011. لفظ الكنوني، البالغ من العمر 27 سنة، أنفاسه الأخيرة داخل مصلحة الحروق في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، متأثرا بالحروق الخطيرة التي أصيب بها، بعد أن أضرم النار في جسده احتجاجا على إتلاف بضاعته، التي كانت فوق عربته المجرورة، التي كان يبيع فوقها الخبز في سوق «الطحطاحة» وسط المدينة. وفتحت النيابة العامة بحثا حول ظروف وملابسات وفاة الكنوني، دون أن تظهر نتائجه إلى حدود اليوم. محمد بودروة : توفي محمد بودرة يوم 13 أكتوبر الماضي إثر سقوطه من فوق سطح مقر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) في آسفي، فيما كان يحاول الهروب من تدخل أمني لإخلاء مبنى المؤسسة العمومية. ولقي بودرة حتفه، حسب مصادر حقوقية، في المستشفى الإقليمي للمدينة، الذي نُقِل إليه بعد سقوطه من فوق سطح بناية «أنابيك»، وما إن نُقِل إلى المستشفى في حالة غيبوبة حتى فارق الحياة. ولم تسعف الإصابة بودرة، البالغ من العمر 38 سنة، والحاصل على الإجازة في الأدب العربي وعلى دبلوم في الكهرباء الصناعية، اللذين لم يسعفاه في الحصول على الوظيفة المناسبة التي رحل وهو يطالب بحقه في الحصول عليها، بعد أن سقط من فوق مؤسسة عمومية.