حاول شخص إضرام النار في جسده، أول أمس، أمام الملحقة الإدارية التاسعة بالقنيطرة، احتجاجا على المعاملة التي لقيها من طرف السلطات التي منعته من استكمال أشغال بناء عشوائي. وباغت الشاب «بوسلهام الطويري»، متزوج وأب لطفلين، مرافقيه إلى المصلحة المذكورة حين سكب كمية من البنزين على جسمه محاولا الانتحار، قبل أن يتدخل مواطنان، يشتغلان في سلك التعليم، ويحولان دون إقدامه على إشعاله النار في جسده. وكان الشاب قد حل بالملحقة الإدارية التاسعة في حالة هيجان شديد بعدما أجبره أعوان السلطة على وقف أشغال البناء التي كان يقوم بها بمنزله العشوائي الكائن بمنطقة »عين السبع المخاليف« لعدم توفره على رخصة، حيث حجز مسؤولو المقاطعة على عدد من الآليات وبعض المواد المستعملة في عملية البناء وإيداعها بالمستودع الإداري، وزاد من تأجيج غضب المواطن المذكور، وفق إفادات مقربين منه، طريقة استقبال قائد الملحقة له، والتي اعتبرتها المصادر نفسها «مهينة» و«تحط من كرامته الإنسانية». وقد نقل الضحية إلى المركب الاستشفائي الجهوي على متن سيارة تابعة للقوات المساعدة، محاطا بعناصر الحرس الترابي، وخضع للفحوصات الطبية بقسم المستعجلات، ليغادر المستشفى في اليوم نفسه، بعدما أثبتت نتائج الكشوفات الأولية عدم وجود أي خطر يهدد حالته الصحية. وعلمت «المساء» أن مصالح الأمن بالدائرة الأمنية الثالثة استدعت بوسلهام الطويري، واستمعت إليه في محضر رسمي بخصوص وقائع جنحتي محاولة الانتحار والبناء بدون رخصة، ومن المنتظر أن يكون أحيل، صباح أمس، في حالة سراح على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالقنيطرة من أجل المنسوب إليه.