«الشعب يريد إسقاط الفساد والرشوة»، شعار صدحت به حناجر مئات المحتجين من ساكنة الأحياء العشوائية بمنطقة المخاليف عين السبع بالقنيطرة، صباح أول أمس، للاحتجاج على فساد بعض رجال السلطة وأعوانها في المنطقة، والتنديد بسياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها السلطة في حملتها ضد البناء غير القانوني. المتظاهرون، الذين جابوا دروب المنطقة التي تتوسطها سيول الواد الحار وأكوام الأزبال التي تزكم رائحتها الأنوف، تصدوا لعناصر القوات العمومية التي استنجدت بها السلطات الولائية لتهدئة الأوضاع واحتواء الاحتجاجات وإخماد نار الغضب المشتعلة في المنطقة، التي كان يُفترض أن تشهد هذه السنة انتهاء أشغال مشروع إعادة هيكلة الحي الذي تقطنه، والذي دشنه عاهل البلاد في الرابع عشر من أكتوبر 2008، بغلاف مالي وصلت قيمته إلى 84 مليون درهم، وهو ما لم يكتب له النجاح إلى حد الآن بفعل نشاط لوبيات محسوبة على جهاز الداخلية التي تعيث في الحي فسادا، وتغض الطرف عن البناء العشوائي في الحي، مقابل الحصول على إتاوات تختلف باختلاف نوع البناء، وهو ما مكنها من امتلاك ثروة مهمة في زمن قياسي، على حد تعبير أحد المحتجين. وساهم شيوع خبر وفاة مواطن متأثرا بجروح أصيب بها جراء هدم أعوان السلطة رفقة قائد المنطقة أسوار منزله فوق رأسه في تأجيج الوضع، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن تخريب زجاج سيارتين تابعتين للقوات العمومية وحافلة للنقل الحضري كانت قد أقلت عناصر من رجال الأمن المتدربين إلى مكان الاحتجاج، بعد رشقها بوابل من الحجارة. ووجه المتظاهرون، الذين حاصروا مقر الملحقة الإدارية وهم يرددون هتافات تدعو إلى التسوية وحل الأزمة، اتهامات خطيرة لعدد من المقدمين العاملين في المنطقة، محملين إياهم مسؤولية ما يقع في حي المخاليف عين السبع من مخالفات في البناء، وطالبوا بإيفاد لجنة محايدة للتحقيق في تلك التجاوزات، والتحري بكل نزاهة بشأن مصدر ممتلكاتهم، وتقديمهم للمحاكمة، وملاحقة من يقفون وراءهم، خاصة في ظل وجود تقارير سرية تشير إلى تورط عدد منهم حتى النخاع مقابل تلقي رشاوى قد تصل أحيانا إلى 10 آلاف درهم. وتحدث المواطنون عما أسموه أساليب مخزنية بائدة استعملتها عناصر الملحقة الإدارية التاسعة في حملتها على البناء غير القانوني، حيث تم تصفيد العديد من النساء المتزوجات والأرامل، والتعامل مع أبنائهن بطريقة وحشية مهينة للطفولة في محاولة لبث الرعب في نفوس القاطنين في الحي، ومنعهم من التصدي لعمليات الهدم التي ستطال أكواخهم، بل هناك من هُدمت أسوار منزله فوق رأسه، بينهم مواطن معاق، وهو ما خلف إصابة عوني سلطة وثلاث نساء بجروح وتسجيل حالات إغماء عديدة.