شهدت مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي الوداد البيضاوي وشباب المحمدية برسم الدورة الخامسة من البطولة الوطنية لكرة القدم للصفوة، عصر الأحد المنصرم، نهج خطة أمنية دقيقة تم التحضير لها قبل 5 أيام من طرف والي أمن البيضاء بالنيابة وتحت الاشراف الشخصي لمدير الأمن الوطني. ويأتي هدا الإجراء حسب مصدر أمني عقب أحداث الشغب التي عرفها ملعب الحارثي بمراكش قبل أسبوع، والتي تحدث البعض عن مسؤولية الجهاز الأمني في وقوعها فضلا عن ضعف التنسيق بين مختلف أطراف العملية التنظيمية. وتضيف نفس المصادر أن أكثر من 1500 رجل أمن من مختلف المصالح والرتب، عملوا منذ الساعات الأولى من صباح الأحد داخل الملعب وخارجه بغية السيطرة على الوضع الأمني وعدم تكرار سيناريو مدينة مراكش رغم أن العزوف الجماهيري قد ساعد على تنفيذ الخطة الأمنية. ولم يستثن التواجد الأمني محطات القطار والحافلات والساحات العمومية الكبرى والممرات المؤدية إلى الملعب، كما شهدت هذه المباراة سن إجراءات جديدة على مركب محمد الخامس، حيث لم يسمح للقاصرين بالولوج إلى الملعب دون ولي أمر طبقا لقرارات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما تم الاستغناء عن عادة فتح أبواب الملعب مجانا عند اقتراب موعد بداية الشوط الثاني من المقابلة تفاديا لدخول القاصرين وبعض المشاغبين. وأكد مصدر أمني، أن أكثر من 8 مصالح أمنية ساهمت في تأطير هذه المباراة، منها مصالح الشرطة القضائية والاستعلامات العامة وقوات التدخل السريع واللواء الخفيف أو مايسمى البلير والهيئة الحضرية والقوات المساعدة وعناصر الزي المدني العاملين بالدوائر الأمنية وفرق المرور إضافة الى أكثر من 100 متدرب جيء بهم من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، دون إغفال عناصر الوقاية المدنية ورؤساء المصالح الأمنية وباقي المؤطرين. كما شهدت مباراة الوداد وشباب المحمدية، حسب ذات المصادر، العودة إلى استعمال كاميرات المراقبة للتعرف على هويات كبار المشاغبين والعمل على رصدهم و إيقافهم. وحول الأحداث التي خلفتها هذه المباراة، أفاد مصدر أمني مطلع أنه تم تسجيل إصابة أحد المشجعين بسلاح أبيض على مستوى الفخد، وقد نجحت عناصر الشرطة القضائية في إيقاف الجاني وبحوزته سكين من الحجم المتوسط. كما تم إيقاف أكثر من 160 شخصا بينهم 130 قاصرا. وأفاد شهود عيان أن المصالح الأمنية عملت على إيقاف مشجع ودادي كان يحمل طبلا ويهتف بشعارات معادية للفريق الزائر وجمهوره، كما كان يحرض الجماهير الودادية على سب جمهور الشباب والنيل منه. وحسب شهود عيان فإن العديد من مشجعي الفريق الزائر قد غادروا الملعب في صمت، بعد الأداء الباهت لفريقهم، وأضاف بأن الفوز بهدفين لصفر لفائدة الوداد قد ساهم في الحد من الشغب الذي يرتبط عادة بهزائم الفرق المحلية وبالديربيات، كما أكد رجل أمن بأن الإجراءات ستتواصل ولن تقتصر على مباراة المحمدية فقط، في إشارة للمباراة التي ستجمع الأحد القادم الرجاء بشباب المسيرة.