نجح منتخب زامبيا في الظفر بكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، بعد فوزه بالضربات الترجيحية على منتخب الكوت ديفوار في النهائي الذي احتضنه ملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل. سافر منتخب زامبيا إلى غينيا الاستوائية، دون أن تضعه الترشيحات في خانة المنتخبات المؤهلة لنيل اللقب، لكنه نجح في أن يزيح الجميع، ويظفر بأغلى ألقاب القارة الإفريقية. فوز المنتخب الزامبي، هو خليط من مشاعر الفرحة والألم، وهو دليل أيضا على أن كرة القدم لا تعترف بالنجوم، وأنها تكافئ من يعمل، ومن يؤمن بروح الفريق. ليبروفيل، هي محطة للألم، بالنسبة للزامبيين، ففوق أجوائها تحطمت طائرة المنتخب الزامبي الذي كان يخوض تصفيات كاس العالم 1994 في مجموعة كانت تضم أيضا المنتخب المغربي، إذ قتل 30 شخصا بينهم 18 لاعبا، ولم ينج منهم إلا كالوشا بواليا الذي تأخر في الالتحاق بمنتخب بلاده بسبب التزامه باللعب مع فريقه الهولندي أيندهوفن. نجا بواليا من الموت وعاد بعد 19 سنة إلى ليبروفيل كرئيس للاتحاد الزامبي، حيث قاد منتخب بلاده إلى نيل اللقب القاري، لتتحول العاصمة الغابونية من ذكرى حزينة إلى مهرجان احتفال للزامبيين. هذا بالنسبة للجانب الإنساني في فوز الزامبيين باللقب القاري، أما عن الجانب المهني، فمن الواضح أن زامبيا نجحت في الفوز باللقب، لأنها أعدت عدتها لذلك، فكالوشا بواليا، رئيس الاتحاد الزامبي، يجر وراءه تاريخا كرويا حافلا، إنه أسطورة بالنسبة للزامبيين، وحينما أصبح رئيسا للاتحاد الزامبي آمن بضرورة العمل وفق إمكانيات البلد، فكان أن جدد الثقة في المدرب الفرنسي هيرفي رينار، علما أنه على تواصل دائم معه، كما أن بواليا يكاد يكون متفرغا تماما للاهتمام بشؤون الكرة الزامبية. لدينا نحن، من يرأس الجامعة يحمل اسم الفاسي الفهري، علاقته بكرة القدم، أشبه بعلاقة المغاربة بالكتابة الهيروغليفية، منذ أن جاء لرئاسة الجامعة، بدا الرجل بدون مشروع، وبدون دراية بأحوال كرة القدم وبمشاكلها وما تحتاجه من تفرغ، خصوصا أنه ائما يردد بأنه منشغل بمهامه الجسيمة في الدولة على حد قوله. مدرب منتخب زامبيا هو هيرفي رينار، متواضع، ولم يسبق للاتحاد الزامبي أن قدمه على أنه مدرب عالمي، كما أنه لا يكلف مالية الاتحاد الزامبي 250 مليون سنتيم، فأجره مقبول ولا يتجاوز 40 مليون سنتيم. أما اللاعبون فمعظمهم يلعب بالدوري المحلي بزامبيا، أما الذين يلعبون خارج زامبيا فيمارسون إما بزيمبابوي أو جنوب إفريقيا، بينما يلعب عميد الفريق بالصين. لقد قدمت زامبيا درسا كرويا رفيعا، في الديمقراطية التي قادت لاعبا سابقا لرئاسة اتحادها الكروي، وفي المجموعة المتجانسة من اللاعبين الذين يمارسون في فرق محلية، وفي وجود مدرب يعرف ما يفعله. فهل يستفيد الفاسي الفهري وجماعته من درس زامبيا؟