اعترف مسؤول في شركة «رونو» الفرنسية، بأن «مشكل إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب هو من أكبر العوائق التي تواجه المؤسسة الفرنسية، وتحول دون تشجيعها على المغامرة بالاستثمار في الجارة الشرقية للمغرب». وأكد المسؤول الفرنسي قائلا: «خاصة في ظل غياب مبادلات تجارية هامة بين البلدين». وأكد المسؤول الفرنسي، الذي التمس عدم الإشارة إلى اسمه، في تصريح لجريدة «الخبر»الجزائرية، على أن هناك «غياب إمكانية نقل التجهيزات من طنجة نحو الجزائر لتدعيم المصنع في الجزائر إذا اقتضى الأمر ذلك، كما ستكون عملية النقل مكلفة». وكان كارلوس غوسن، الرئيس المدير العام ل«رونو»، قد نفى تصريحات سابقة لوزير الصناعة الجزائري، محمد بن مرادي، قال فيها بأن «الجزائر و«رونو» ستوقّعان قريبا على اتفاق نهائي لإقامة المصنع». وأكد الرئيس المدير العام ل«رونو»، بالمقابل، أن مؤسسته لم تتوصل إلى أي اتفاق مع الحكومة الجزائرية. وسبق لوفد من الشركة الفرنسية «رونو» أن قام بزيارة لمنطقة بلارة بجيجل، التي رشحتها الحكومة الجزائرية لاحتضان مشروع «رونو الجزائر»، إلا أن الانطباع الذي خرج به الوفد الفرنسي، هو أن موقع بلارة بجيجل الصناعي لا يلائم مشروعا بالحجم الذي كانت الشركة الفرنسية تتطلع إليه، وذلك بسبب غياب نسيج صناعي في المنطقة، وكذا لبعد موقع بلارة بجيجل الصناعي عن العاصمة الجزائر بمسافة 350 كيلومترا. وكان كارلوس غصن، الرئيس المدير العام ل«رونو»، قد قال في الندوة الصحافية التي أعقبت حفل افتتاح مصنع «رونو» في طنجة، يوم الخميس الماضي، إن «اهتمام المؤسسة الفرنسية بالسوق الجزائري نابع من سيطرة العلامة الفرنسية على سوق السيارات في الجزائر، حيث احتلت في 2011 المرتبة الأولى من حيث المبيعات بأكثر من 75 ألف وحدة». يذكر أن مجموعة «رينو - نيسان» أطلقت، الخميس المنصرم في طنجة، مصنعا كبيرا لإنتاج السيارات قليلة الكلفة باستثمار قدره 1.1 مليار يورو. وستصل القدرة الإنتاجية لهذا المشروع إلى 30 سيارة في الساعة هذا العام، و60 سيارة في الساعة نهاية عام 2014، وهو ما يعني بلوغ معدل 400 ألف سيارة سنويا. كما سيمكن مشروع «رينو - نيسان» من توفير نحو ستة آلاف فرصة عمل مباشرة و30 ألف فرصة عمل غير مباشرة. وسيعمل مصنع «رينو - نيسان» على تصنيع السيارات من طراز «لودجي» و»داسيا» و»داستر» ذات الدفع الرباعي.