لم تخْلُ زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي لمراكش، في الأسبوع الماضي، من بعض الطرائف، عاشها رفقة بعض تلامذته وأقربائه. فبعد لقاءات رسمية ومباحثات مع مسؤولين وشخصيات سياسة في المدينة الحمراء، التقى الرئيس التونسي ببعض طلبته المراكشيين (أطباء ودكاترة) ممن درسوا على يديه في كلية الطب ابن الجزار في مدينة سوسةالتونسية، في فترة الثمانينيات. وحسب معلومات موثوق فيها، فإن منصف المرزوقي بعد أن التقى بجل المسؤولين، قرر لقاء بعض أصدقائه وطلبته، حيث جلس رفقة الأطباء والدكاترة في إقامته بدار الباشا الكلاوي ليلة الخميس، في لقاء طبعه الهزل والجد معا ونبش أصدقاء الماضي والحاضر في الذاكرة والتاريخ، الذي خططوه بأناملهم، خلال فترة إقامتهم في الديار التونسية، وهكذا عمد الرئيس التونسي إلى معرفة أحوال الحاضرين وأعمالهم ومدى تطبيقهم نظرية «الطب الجماعي»، التي علّمهم إياها. وبدأ الحاضرون في إبراز مدى تطبيقه هذه «النظرية» في مجال الطب والمال والأعمال. وبعد أن وقفوا على معاناة المرزوقي إبان حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي واستمراره في النضال وفي مجال الطب حتى خلال فترة إقامته في الديار الفرنسية، استرجع أحد الأطباء المتخصصين في جراحة القلب، ممن درسوا على يد المرزوقي إحدى الطرائف، التي ما زالت منقوشة في ذاكرة الطلبة المغاربة، حيث ذكّر الجراح المذكور المرزوقي ب«صدمه» إحدى الطالبات المغربية، التي رفضت مداخلة أحد الطلبة التونسيين، الذي أكد أن المغرب ما زالت فيه ظاهرة وفيات الأطفال الرضع، عكس تونس، وهو الأمر الذي لم تتقبله الطالبة المغربية، حيث وقفت رافضة كلام الطالب التونسي، قبل أن يقطع المرزوقي حبل الجدل بين الطالبين ويسأل المغربية عن المدينة التي تسكن فيها، فقالت إنها الرباط، ثم سألها المرزوقي، و«أين بالضبط في الرباط»، أجابته الطالبة المغربية في السويسي، ليضحك المرزوقي ويخاطبها قائلا: «لا تعرفين يا ابنتي العكاري والتقدم، وسكان باب الحد»... وإضافة إلى النكت والمواقف الطريفة في لقاء امتد حوالي45 دقيقة، عبّر الحاضرون عن فخر المغاربة بشخصية تونسية لها ارتباط وثيق بالمغرب، معبرين له عن اعتزازهم به وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بعد مسؤولية المرزوقي والدور الذي يلعبه الآن. وطالبت إحدى الحاضرات الرئيس التونسي بأن يبرز خلال مهمته الرئاسية وجه «الطبيب الإنسان» أكثرَ من وجه «الطبيب السياسي». وقد كان من بين الدكاترة الذين حضروا لقاء المرزوقي رجل الأعمال الهادي برادة، ومحمد نجيب المنصوري، دكتور الطب العام، وشقيقته البروفسورة نادية المنصوري، المتخصصة في جراحة الوجه والفك والجراحة البلاستيكية، والدكتور عبد السلام الأزرق، المتخصص في جراحة المخ والأعصاب، وهشام أبو الطيب، دكتور في القلب والشرايين، وزبيدة بلحاج، الاختصاصية في التصوير بالأشعة.