استطاعت مبيعات الحواسيب، سواء المكتبية أو المحمولة، تسجيل نمو جيد خلال السنة المنصرمة. فحسب دراسة لمكتب «إي دي سي» المتخصص في البحث والدراسة بقطاع تكنولوجيا المعلوميات، سجل هذا القطاع بالمغرب رقم معاملات بحوالي 5.4 مليار درهم خلال 2011. وحسب تحليل المعطيات المتوفرة، خلص التقرير إلى أن المغاربة يتوجهون أكثر إلى شراء الحواسيب المحمولة و«النت بوك» أو الحاسوب المحمول الأصغر حجما، حيث قاموا بشراء حوالي 180 ألف كمبيوتر محمول في سنة 2011، مقابل 80 ألف حاسوب مكتبي فقط. وأفاد محللو مكتب الدراسات أن توجه المغاربة للحواسيب المحمولة أكثر من المكتبية مرده إلى أن الأولى سهلة الاستعمال ويمكن حملها والتوجه بها إلى أماكن مختلفة، عكس الحواسيب المكتبية، كما أن سعر الحواسيب المحمولة بالمغرب بدأ في التراجع ولا يرتفع عن أسعار الحواسيب المكتبية إلا بحوالي 400 أو 600 درهم. وأفادت نفس الدراسة أن مبيعات «النت بوك» ستعرف نموا جيدا مستقبلا بالأسواق المغربية، وذلك راجع إلى ارتفاع القدرة الشرائية للمغاربة، وكذا لتدني سعره بالمقارنة مع الحاسوب المكتبي. ومن جهة أخرى، من المرجح أن مبيعات الحواسيب ستعرف نقلة نوعية داخل فضاء المقاولات الصغرى والمتوسطة، وذلك نتيجة إطلاق برنامج «انفتاح» مؤخرا، الذي يروم تحفيزها، وكذا المقاولات الصغيرة جدا على استعمال تكنولوجيا المعلوميات، وهو البرنامج الذي يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية «المغرب الرقمي 2013»، ويطمح إلى تسليم 10 آلاف رخصة رقمية للمقاولات المستفيدة، في أفق سنة 2013. كما أن إطلاق برنامج «إنجاز» مؤخرا، والذي يجعل الحواسيب المحمولة الموصولة بالإنترنت في متناول الطلبة الباحثين بجميع المدارس والمعاهد العليا المغربية، سيرفع من رقم معاملات القطاع، حيث استفاد 26 ألف طالب خلال السنتين الماضيتين من هذا البرنامج، موزعين على 44 مؤسسة من مختلف مناطق المغرب. ومن المتوقع استفادة 45 ألف طالب آخر خلال 2011-2012، إذ سيعمم على طلبة لم يشملهم البرنامج في نسختيه الماضيتين، ومن ضمنهم طلبة السنة الثالثة فما فوق من كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمدارس العليا للتجارة والتسيير والترجمة... إلخ، بالإضافة إلى طلبة الماستر والدكتوراه بمختلف المؤسسات الجامعية العمومية، حيث سيكون باستطاعة هؤلاء الطلبة وإلى غاية 15 فبراير الحالي، التوجه إلى أقرب نقطة بيع مقترحة من طرف كل من اتصالات المغرب وميديتيل، بعد أن انسحبت «إينوي» من هذا البرنامج خلال 2011، من أجل الاستفادة من «باك إنجاز» بتخفيضات قد تصل إلى 85 في المائة من سعر الحاسوب المحمول، لكن بسقف لا يتعدى 3600 درهم. وعلى مستوى آخر، وحسب الإحصائيات الأخيرة لمكتب الدراسات الأمريكية «كارتنر»، استقرت مبيعات الحواسيب على الصعيد العالمي بنسبة لم تتعد 0.5 في المائة مقارنة بسنة 2010، وذلك رغم التراجع المسجل في الربع الأخير من السنة بحوالي 1.4 في المائة، والتي ارتبطت بالانخفاض في الطلبيات على الحواسيب بكل من أوربا الغربية والولايات المتحدةالأمريكية. وحسب نفس الدراسة، فقد تم بيع حوالي 353 مليون حاسوب في 2011 في كل بقاع العالم. وافادت دراسة «كارتنر»، أنه باستثناء مبيعات شركة «أبل» من الحواسيب التي ارتفعت بحوالي 20 في المائة بالولايات المتحدةالأمريكية، فإن جل الشركات الأخرى سجلت تقهقرا في مبيعاتها من الحواسيب، سواء المكتبية أو المحمولة، فمثلا تراجع رقم معاملات شركة «أش بي» بحوالي 26 في المائة، وشركة «أسير» بحوالي 11 في المائة، و«ديل» 4.5 في المائة و«توشيبا» 2.2 في المائة.