نُظمت، أول أمس السبت في مدينة الجديدة، وتحديدا في «نادي مازاكان بيتش روسورت»، حسّي مسّي، النسخة الأولى لمسابقة «ملكة جمال المغرب». وقد تبارت في هذه التظاهرة 18 مرشحة للحصول على لقب أجمل فتاة مغربية. كانت تقف وراء تنظيم هذه المسابقة شركة «نايت ستار ماروك» التي سترسخ، حسب المنظمين، هذا التقليد للثلاثين سنة القادمة. وقد شهدت مدينة تارودانت في شهر دجنبر الماضي «كاستينغ» لاختيار قائمة المرشحات النهائية. ومن بين شروط المشاركة أن تتوفر المرشحة على مواصفات الحسن والبهاء، أن تتقن الحديث بثلاث لغات على الأقل، أن تكون حاصلة على شهادات جامعية، وأخيرا وليس آخرا أن تكون «عزبة»! وفي الحفل الختامي، تطوف المرشحة أمام لجنة التحكيم وأمام الجمهور، مرة ببذلة مسائية ومرة بلباس تقليدي ومرة ثالثة بلباس المدينة؛ ويطرح المنشط أسئلة على المرشحة؛ بعدها، تقوم لجنة التحكيم باختيار خمس مرشحات، فيما يختار الجمهور ملكة الجمال من بين المرشحات الخمس الأخيرات. وستكون الفائزة بمثابة سفيرة للمرأة المغربية خلال فعاليات فنية وثقافية داخل المغرب وخارجه. وقد وضع المنظمون برنامجا للرحلات التي ستقوم بها الفائزة.. في الوقت الذي ينظم فيه «لمزاليط»، من فتيان ورجال، «الشعالة» في أجسادهم لاستنكار الحكرة والبؤس، في الوقت الذي يتعسف فيه بعض الزائغين من القوات العمومية على نساء تازة إلى حد مداهمتهن داخل الحمام، في هذه الأثناء تْمشي وتجي الحسناوات بالشويا أمام العيون النهمة والتصفيقات الحارة لجمهور تم انتقاؤه بعناية. ولربما لاحظتم أن ظاهرة الانتحار، بحرق الذات أو الموت عجنا في ملاعب كرة القدم مثلما وقع في ستاد بور سعيد، تبقى ظاهرة موقوفة على الرجال. فمسابقات، مثل التي نظمت بالجديدة مثلها مثل «ستار أكاديمي» أو «ستوديو دوزيم»، هي بيع لأحلام وهمية من طرف دهاة وسماسرة يعرفون من أين تؤكل الكتف. فبخصوص هذه المسابقة، لا نكاد نعرف الشيء الكثير عن الشركة التي تقف وراء تنظيمها. لما ننقر على موقع Miss Maroc، نلتقط معلومات شحيحة من قبيل أن الشركة، التي يوجد مقرها الرئيسي في لوزان بسويسرا، يديرها منذ 2009 شخصان يسميان رفيق طوالب ورشيد أوراس، وهما من أصول جزائرية؛ وقد تم تدعيم الطاقم بعناصر فرنسية ومغربية؛ ويوجد الفرع المغربي للشركة في الدارالبيضاء؛ أما الديباجة الفرنسية، التي حررت بها شروط تنظيم المسابقة، فتبقى جد فضفاضة وتتخللها أخطاء إملائية. ويشير أحد البنود إلى أن الفائزة قد تحصل على سيارة يتبرع بها أحد الرعاة، كما تحصل على شيك لم يحدد مبلغه، وراتب سنوي يعادل راتب إطار في القطاع الخاص، كما تطير سعيدة الحظ إلى جزر السيشيل ثم إلى دبي... الحاصول ستربح الفائزة دجاجة بكامونها ! هذا النوع من المسابقات هو من الإفرازات الغريبة العجيبة التي تشهدها المملكة بين الفينة والأخرى، مثل اكتشاف التمساح الحديدي، جد الزواحف الذي عاش في بلدنا الجميل منذ 95 قرنا خلت، أو سقوط أحجار نفيسة من المريخ أو طواف عيشة قنديشة في أرجاء «موروكو مول» بلباس برادا !Prada بين الفينة والأخرى، يظهر أجانب وبأيديهم «لهايات» (أو مصاصات مطاطية)، يعرضونها على مغربيات يحلمن بالإفلات من «الزلط» والتمتع بحياة «الجيت سيت» مع صورهن وهي تطلي أغلفة مجلات البيبول اللامعة، قبل أن يسقطن بين أيدي «بياعي الأوهام». الأكيد أن «الصكعات» اللائي شاركن في مسابقة ملكة جمال المغرب في الجديدة لم يحظين بنفس المعاملة والعناية المادية والإعلامية التي حظيت بها الشابة الأمازيغية سارة شفاق، ملكة جمال فنلندا، التي فازت أمام دزينة من الحسان ال«زعرات»! ولا حتى بالمعاملة التي حظيت بها رايرة باسيون، الأسيرة البرازيلية، التي فازت بلقب ملكة جمال سجينات البرازيل، بعد المسابقة التي نظمت في سجن برازيليا! ذلك أنه بمجرد ما انتهى الحفل في الجديدة، استولى على أولئك «الصكعات» شعور بأنهن قمن بأدوار في فيلم بوليودي سخيف! وفي الغد، صباحا، جررن، مكسورات الخاطر، «الشانطات» في اتجاه محطة الكيران!