حل عشرات الزوار، منذ أول أمس الخميس، بمداغ بإقليم بركان لحضور الملتقى الوطني السادس للطريقة القادرية البوتشيشية، الذي سيختتم ب«الليلة الكبرى» التي يرأسها شيخ الطريقة سيدي حمزة القادري البوتشيشي ليلة ذكرى عيد المولد النبوي المصادفة ليوم غد الأحد والتي ينتظر أن يشارك فيها 140 ألفا بينهم أزيد من ألف أجنبي. وعلمت «المساء» أن شيخ الطريقة سيدي حمزة قد حل بمداغ قبل يومين من تنظيم الملتقى، أي بداية الأسبوع الجاري، لحضور الليلة الكبرى للطريقة، بعدما كان معتكفا بمنطقة النعيمية قرب الناظور، منذ شهر رمضان الماضي. وبدا شيخ الطريقة الأكثر انتشارا في العالم بصحة جيدة رغم أنه تجاوز السبعين سنة، في الوقت الذي تكفل حفيده منير القادري البوتشيشي بافتتاح الملتقى الذي حضرته شخصيات مغربية وأجنبية في مقدمتهم أحمد جمال الدين التهامي، مستشار وزير الاستثمار المصري، ورئيس حزب «حقوق الإنسان والمواطنة» وأحد القياديين البوتشيشيين في مصر. وغاب أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن افتتاح الملتقى الذي دأب على حضوره، بينما ربطت مصادر مسؤولة في الطريقة البوتشيشية غيابه بالتزامات حكومية، مشيرة إلى أن أحمد التوفيق أحد قادة الزاوية، زار الشيخ حمزة قبل تعيينه ضمن حكومة بنكيران، في إشارة قوية إلى العلاقة التي تربط الطريقة بالتوفيق وتوجهه في تسيير أمور وزارة الأوقاف. ويأتي تنظيم هذا الملتقى في سياق الحديث عن خلافة الشيخ حمزة الذي تقدم في السن، في الوقت الذي أفادت مصادر من الزاوية بأن هناك إجماعا على أن الخلافة ستؤول إلى ابن الشيخ، جمال القادري البوتشيشي، باعتباره الأجدر بهذه المهمة، بينما سيبقى الحسم للشيخ حمزة في هذا الأمر، وفق وصيته. من جهة ثانية، خصص محور الطريقة لهذه السنة لمواضيع حقوق الإنسان والربيع العربي وعلاقته بالتصوف، وهو ما اعتبره الإدريسي السباعي، الناطق الرسمي باسم الطريقة البوتشيشية، في تصريح ل«المساء»، مواكبة من الطريقة للمتغيرات التي يشهدها المغرب والعالم العربي، مشددا في الوقت ذاته على أن الطريقة لا تمارس العمل السياسي، بدليل أنه لم يكن لها حضور في العملية الانتخابية، واقتصر حضورها فقط على التعبير عن الدعوة للتصويت بنعم للدستور.