نظمت الطريقة القادرية البودشيشية بمناسبة المولد النبوي الشريف الملتقى العالمي الرابع للتصوف بشعار التصوف و المجتمع : الواقع و الآفاق ، وذلك أيام 10 /11/ 12 ربيع الأول 1431 ه ، الموافقة ل25 /26/ 27 فبراير2010 م . وقد توزع برنامج الملتقى على الندوات الفكرية التي أطرها و شارك فيها مجموعة من الدكاترة و الباحثين المغاربة و الأجانب ، و العمل الاجتماعي الذي استهدف أساسا الفئات المعوزة ، حيث استفاد أزيد من 800 شخص من النظارات الطبية ، وحوالي 1000 طفل من الختان الجماعي . وقد تميز اليوم الأخير من الملتقى بحضور عدد غفير من الضيوف ومريدي الطريقة من مختلف بقاع العالم ، حيث توافد على مقر الزاوية الكائن بمداغ حوالي 400 حافلة من مختلف المدن المغربية و حوالي 1000 سيارة ، وقدر عدد الأشخاص الوافدين على الزاوية بازيد من100 ألف ، وقد تميز ملتقى هذه السنة بحضور مجموعة من الأسماء المعروفة من مختلف دول العالم : فلسطين ، الأردن ، اليمن ، فرنسا ، اسبانيا ، المانيا ، الفيتنام ، أمريكا ... و غيرها . لقد امتلأت جنبات مقر الزاوية الجديد الذي بني على مساحة شاسعة جدا عن آخرها بالجماهير الغفيرة التي حجت للمشاركة في الاحتفال بليلة المولد النبوي و رؤية الشيخ حمزة البودشيشي ، شيخ الطريقة الذي بدا في حالة صحية متدهورة و هو يلج من باب الزاوية رفقة بعض المقربين ، وما ان وقعت أعين مريديه عليه حتى صرخ بعضهم بأعلى أصواتهم مرددين لفظ الجلالة : "الله الله " . و قد افتتحت ( الليلة ) بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الغفير الشيخ جمال أبو الهنود الحسيني وزير أوقاف فلسطين ومفتي القدس الشريف بصوت شجي حرك مشاعر الحاضرين الذين كانوا يرددون كلمات خاشعة من قبيل : " الله اكبر" ، " ما شاء الله" ... بصوت مرتفع كلما توقف بين آية و أخرى . وبعد تلاوته التي شنفت أسماع الجميع و حركت مشاعرهم ، أبدع أبو الهنود بأسلوب خطابي رفيع في كلمة استعرض خلالها بعض اللمحات و النفحات من سيرة خير الخلق صلى الله عليه و سلم تفاعل معها الجميع بخشوع وغلبت الدموع على الكثير من الحاضرين الذين انخرطوا في البكاء و النحيب بشكل أضفى على المشهد جوا روحانيا عجيبا . وبعد كلمة أبي الهنود أحال مسير الجلسة الكلمة إلى منير القادري البودشيشي حفيد الشيخ حمزة الذي يحظى بحب جميع مريدي الطريقة ، فتحدث هو الآخر عن مناسبة المولد النبوي الشريف وفضل صاحب هذه المناسبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأسلوب شاعري أجج عواطف الحاضرين . وبعد مغادرة الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي الزاوية انخرط الكثير من المريدين في رقصة صوفية جماعية ، أو ما يسمى ب ( العمارة ) ، على أنغام و أمداح فرقة الطريقة القادرية البودشيشة للمديح و السماع الصوفي برئاسة حفيد الشيخ حمزة معاذ القادري البودشيشي نجل جمال المرشح لخلافة مشيخة الطريقة بعد أبيه الشيخ حمزة البالغ من العمر 83 سنة . ومن بين الذين افتتحوا العمارة رفقة جمال بن حمزة البودشيشي ، الفيلسوف المغربي الدكتور طه عبد الرحمن ، ورئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب الدكتور محمد عبادي ، و المفتي الفلسطيني جمال ابو الهنود الحسيني ، والدبلوماسي الفيتنامي تاو شان الذي كان ينافس بان كيمون على رئاسة الأممالمتحدة ، و رئيس وزراء الفيتنام السابق ، والفرنسي مالك ملك أغنية الراب ... وغيرهم من الشخصيات الأجنبية الوازنة التي لم يتسن لنا معرفتها لغياب منسق إعلامي للملتقى ، وضعف التنظيم الذي بدا عشوائيا في اليوم الأخير . وقد تميز الاحتفال الذي اختتم بعد الفجر بعدة لوحات فنية ودينية أبدع فيها مجموعة من الأطفال قدموا من مدينة كلميم المغربية ، و مجموعة من الأطفال جاءوا من انجلترا للمشاركة في ملتقى هذه السنة بمداغ . الفيديو بعد قليل