تسود حالة من التخوف والقلق لدى حوالي 600 إطار ومستخدم في الشركة الاسبانية -البرتغالية «مارهاندلين»، حول مصيرهم المهني، بعد اقتراب انتهاء تعاقد الشركة مع المكتب الوطني للمطارات، والذي حدد له 25 مارس المقبل كتاريخ لفتح الأظرفة وتحديد الشركة الجديدة التي ستتعاقد مع المكتب في إطار طلب العروض الدولية المتعلق بالخدمات الأرضية المقدمة لشركات الطيران لسنة 2012. وفي هذا الصدد، قال أحد المستخدمين، في أعقاب زيارة إلى مقر «المساء»، إنه بعد الاستقرار في العمل والقبول بشروطه والاستفادة من مجموعة من الامتيازات التي أقرتها شركة «مارهاندلين» لهم كعمال وأطر، وكذا بعد الاستفادة من دوارات تكوينية والحصول على دبلومات دولية في مجال صيانة الطائرات وتسيير الخدمات الأرضية، سيجدون أنفسهم تحت رحمة مُشغِّل جديد قد يتخلى عن خدماتهم، في ظل ما أسماه المتحدث «غياب الضمانات المهنية حول مصيرهم المهني». وقد أدان المُستخدَمون الفراغ الذي لحق الفصل ال12 من دفتر التحملات الذي تقدم به المكتب الوطني للمطارات في إطار التعاقد الذي جمعه مع الشركة منذ 2003، بعدما تمكنت من الفوز بطلب العروض في إطار سياسة تحرير الأجواء، متسائلين عن مصير العمال بعد انتهاء العقد، خصوصا أن طلب العروض المفتوح حاليا لم يتضمن أي بند ملزم لأي متعاقد جديد بضرورة إدماج هؤلاء العمال، الذين راكموا خبرة كبيرة في المجال وتلقوا تكوينا على أعلى مستوى، يضيف المستخدمون. فبعد قراءة الفصل ال12، وخاصة البندين ال4 وال5 من دفتر التحملات، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، ظهر للمستخدمين والأطر أن المكتب الوطني للمطارات لم يأخذ بعين الاعتبار الجانب البشري والاجتماعي للعمال واكتفى بدعوة الشركة الجديدة إلى بدء اختيار عمالها من بين عمال الشركة المنتهي عقدها، دون أي إلزام لها، وهو الأمر الذي يهدد استقرار 600 منصب شغل ويتنافى مع الظهير المتعلق بالتسيير المفوض للخدمات العمومية ويتنافى مع بنود التنمية البشرية والسلم الاجتماعي، يضيف مجموعة من الأطر في الزيارة ذاتها. في المقابل ، أكد مصدر من إدارة المكتب الوطني للمطارات، طلب عدم ذكر اسمه، أن المكتب لا يتحمل أي مسؤولية تجاه هؤلاء المستخدمين وأن دفتر التحملات الذي وضعه جاء من أجل إيضاح طريقة العمل بالنسبة إلى الشركة المعنية وأن المكتب ليس هو الذي عقد الشراكة، بل شركة الخطوط الملكية المغربية من أجل تحسين تسيير الخدمات الأرضية، موضحا أن المسائل القانونية المتعلقة بالمستخدمين ومصيرهم المهني تتحمل مسؤوليتَه الشركة وليس المكتب الوطني للمطارات. وطالب المستخدمون المسؤولين المعنيين بالأمر ب»التدخل العاجل من أجل مراجعة الفصل ال12 من دفتر التحملات لطلب العروض حتى يتم الحسم في مصير العمال والتوصل إلى الحل الأنسب للحفاظ على مناصب الشغل وكل المكتسبات، أيا كان المشغل الذي يتحمل مسؤولية هذه الخدمة في المستقبل». يشار إلى أن شركة «مارهاندلينغ» شرعت فعليا في نشاطها منذ عام 2004 في مطار مراكش -المنارة، ثم انتقلت إلى كل من مطار أكادير والدار البيضاء وفاس والناظور.. محققة -حسب المستخدمين- أكثر من نصف حصة حركية ومساهمة في تنمية القطاع السياحي.