بناء على شكايات متتالية من مواطنين ينحدرون من جماعة جاقمة والدروة وبرشيد وأولاد سيدي بنداود، وبعد التحريات التي قامت بها الضابطة القضائية، تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات، ألقت شرطة برشيد القبض على أحد المتهمين المتورطين في سرقة الأبقار متلبسا ببيع بقرة باحد أسواق المدينة، وبإرشاد من المتهم الموقوف توصلت الضابطة القضائية إلى أحد المتهمين الذي ضبطت عنده أربع بقرات مسروقة، ومن ثمة بدأت العناصر المكونة للشبكة تسقط مع توالي البحث والتحري في الموضوع، وتم الوصول إلى تسعة من المتهمين الذين كانوا وراء عمليات السرقة، والتي غالبا ما كانت تستهدف إسطبلات المتضررين، حيث يعمد الجناة بعد اقتحام الإسطبلات إلى نقل البهائم المسروقة بواسطة سياراتهم لبيعها في مختلف الأسواق القريبة، وقد قدم الموقوفون التسعة في حالة اعتقال إلى أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات، الذي تابعهم بتهم تتعلق أساسا بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والمشاركة وأحالهم على قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لاستنطاقهم حول التهم المنسوبة إليهم، ومن المنتظر أن يستنطق المتهمون تفصيليا في جلسة 8 فبراير الجاري، وتم إيداع كل المتهمين بالسجن الفلاحي عين علي مومن احتياطيا. وحسب مصادر جيدة الاطلاع فإن الموقوفين «الفراقشية» كانوا ينشطون في سرقة الماشية بالمناطق الموجودة على طول الطريق الوطنية رقم 11 بين الدارالبيضاء وبني ملال، وكثفوا من نشاطهم الإجرامي الذي يدر عليهم «أرباحا» مهمة دون عناء. وحسب المصادر ذاتها، فإن أفراد الشبكة كانوا يوزعون المهام بينهم، فمنهم من كان يتكلف بالاستطلاع ويقوم على امتداد ساعات النهار بجمع المعلومات الكافية عن الإسطبلات المستهدفة، ومنهم من كان يقوم باقتناء الأقراص السامة قصد استعمالها لقتل الكلاب الخاصة بالحراسة. وبعد أن يحس الأظناء بتأثير مفعول السم على الكلاب يقومون بعملياتهم، التي عادة ما كانت تستهدف الضيعات الفلاحية حيث توجد الأبقار الرفيعة «بومنيار» ويقومون باقتحام الإسطبلات واقتياد البهائم خارج أسوار هذه الإسطبلات، وبعد تنفيذ عملياتهم يقومون بنقل الأبقار المسروقة إلى الأسواق الأسبوعية، سواء بمدينة سطات أو خميس مديونة أو سبت تيط مليل لأشخاص يجهلونهم. وأضافت المصادر أن الموقوفين كانوا يقدمون أنفسهم للزبناء على أنهم حرفيون في الميدان، وبعد بيع المسروق يقومون بتقسيم الغنيمة بينهم.