خلف اصطدام قوي بين قطار للمسافرين وشاحنة من الحجم الكبير، عصر أول أمس، عند ممر غير محروس يبعد بثلاثة كيلومترات عن جماعة مشرع بلقصيري (80 كلم شمال القنيطرة)، سقوط ما لا يقل عن 10 جرحى، وخسائر مادية جسيمة. الحادث وقع، عندما حاولت شاحنة ضخمة، تحمل آلة رافعة تزن المئات من الأطنان، عبور خط السكة الحديدية الذي يربط طنجة بالدار البيضاء، لكن سائقها فشل في اجتياز الممر بعد إصابة ناقلته بعطب، وهو ما تسبب في وقوع هذا الاصطدام. ولجأ ركاب القطار إلى القفز من النوافذ والابتعاد عن مكان الحادث وهم في حالة خوف ورعب شديدين، فيما انهمك آخرون في حراسة أمتعتهم، بعدما تعرض بعضها للسرقة من طرف مجموعة من الشبان، استغلوا الكارثة وانشغال الجميع بعمليات الإنقاذ للسطو على ممتلكات الركاب، قبل أن تحل عناصر من الدرك الملكي التي فرضت طوقا أمنيا على المنطقة. وأعرب شاهد عيان عن استغرابه من عدم نصب خيمة طبية ميدانية مجهزة لتقديم العلاجات الضرورية للضحايا، خاصة منهم النساء والأطفال، الذين كانوا في حالة نفسية جد سيئة. ونظرا إلى عدم توفر مدينة مشرع بلقصيري، التي تعد ساكنتها بالآلاف، على مستشفى، يضيف الشاهد، فقد تم نقل ثلاثة من المصابين على متن سيارة إسعاف إلى مدينة سيدي قاسم، ومنها إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإقليمي بالقنيطرة، حيث وُضع كل من »عبد الرحيم م«، 55 سنة، و«أحمد ر»، 56 سنة، تحت العناية المركزة إلى حين استقرار وضعهما الصحي. وأضاف المتحدث أن مسؤولي المدينة تعاملوا بنوع من الاستخفاف مع الناجين من هذا الحادث الخطير، وقال إن المواطنين هم الذين تطوعوا لإسعاف ركاب هذا القطار، وتزويدهم بالماء، ونقلهم عبر سياراتهم الخاصة إلى محطة مشرع بلقصيري لاستكمال رحلتهم. وعلمت «المساء» أن فرقة تقنية خاصة من المكتب الوطني للسكك الحديدية حلت بمكان الحادث لإصلاح الأضرار الفادحة التي لحقت بالأسلاك الكهربائية، وجر المقطورات الثلاث الأولى للقطار التي أصيبت بأعطاب كبيرة، ولجأت إدارة الخليع إلى تحويل مسارات القطارات الرابطة بين طنجة والدار البيضاء عبر محطة سيدي قاسم، في انتظار انتهاء فرق التدخل التابعة لها من عملها لإرجاع خط السكة الحديدي المذكور إلى وضعه الطبيعي.