إن مضيق هرمز، الذي عرضه 45 كلم، هو أهم ممر لحركة النفط بالنسبة إلى أسواق الغرب والشرق الأقصى، ذلك أن ما يناهز 17 مليون برميل نفط، هي 20 في المائة من جملة النفط الذي يباع في العالم، تمر من هناك كل يوم. ورغم ذلك، فقد أعلن قائد الأسطول البحري الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، في 28 دجنبر 2011، أن إغلاق المضيق سيكون أسهل من «شرب كأس ماء». أرادت إيران أن تهدد الغرب وعرضت إمكانات رد على العقوبات الجديدة على صناعة النفط الإيرانية. آخر مرة دخلت فيها إيران مواجهة شاملة مع الأسطول الأمريكي في الخليج الفارسي بسبب إغلاق ممر النفط تلقت هزيمة شديدة؛ ففي حرب إيران مع العراق في الثمانينيات، بثت إيران ألغاما بحرية في الخليج. وأُصيبت السفينة الحربية الأمريكية «صموئيل ب. روبرتس" بلغم إيراني وكادت تُشق نصفين. وكان رد الأمريكيين أن دمروا طوافات نفط وسفنا إيرانية. نشر محللان هذا الشهر في صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريرا صحافيا عنوانه «إيران لن تغلق مضيق هرمز». وذكرا المواجهة في الثمانينيات وقالا إنه «يجب على الإيرانيين أن يفهموا أن ميزان القوى ليس في مصلحتهم»، فإذا كان الأمر كذلك فمن أين استمدت إيران الثقة بالنفس لتهدد ممر النفط مرة أخرى؟ يبدو أن الإيرانيين استخلصوا درسا عكسيا من تلك المواجهة وهم يفخرون بقدرتهم على إحداث ضرر جدي بسفينة حربية أمريكية. ذكر الأدميرال علي فداوي في 2007 أن «عمليات صغيرة أيضا تستطيع أن تحدث تأثيرات ضخمة في مضيق هرمز». وقد أصبح قادة الأسطول الإيراني موسوسين تقريبا في ما يتعلق بتكتيك هزيمة سفن كبيرة بمساعدة قوارب حربية صغيرة مسلحة بصواريخ بحر بحر. وهم اليوم لا يحصرون عنايتهم في مقدار الإضرار بسفينة حرب كبيرة، بل يأملون أيضا أن يستطيعوا الإضرار بحاملة طائرات. وعلى هذا، نشر رئيس هيئة الأركان الإيراني هذا الشهر تحذيرا بعد أن غادرت حاملة الطائرات الأمريكية «ستينس» الخليج عن طريق مضيق هرمز، قال: «لن تكرر إيران تحذيرها ثانية... غادرت حاملة طائرات العدو مياه عُمان بسبب تدريبنا العسكري. وأنا أؤكد أن حاملة الطائرات لن تعود إلى الخليج». في يوليوز 2011، أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري أن حاملة الطائرات الأمريكية «هي هدف بالنسبة إلينا». ما الذي يأمل الإيرانيون إحرازه؟ تقوم استراتيجيتهم على حرب غير تناسبية في البحر تحاول أن تمنع نشر قوات أمريكية في الخليج أكبر زمن ممكن بواسطة مئات من الصواريخ البحرية. ويشير بحث في 2011 لمسؤول رفيع المستوى سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، هو مارك غونزيغر، إلى أن الولاياتالمتحدة ستضطر إلى إضعاف تهديد الصواريخ على طول الخليج الفارسي قبل أن تستطيع إرسال سفن لإبعاد الألغام التي سيبثها الإيرانيون في مضيق هرمز، وهذا قد يستغرق زمنا. وسيحاول الإيرانيون رفع سعر النفط والمس بسفن الولاياتالمتحدة وبتصميم الغرب. اعترف رئيس القيادات المشتركة الجنرال دامبسي في الفترة الأخيرة، في مقابلة صحفية مع قناة «سي.بي.إس»، بأن إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز «زمنا ما». ومع ذلك، رجع نائب قائد الحرس الثوري، في نهاية الأسبوع، عن تهديد السفن الحربية الأمريكية، وأرسلت الولاياتالمتحدة حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» التي مرت بلا تعويق من مضيق هرمز. وهذا يُبين أن إيران غير مستعدة حتى الآن للمواجهة الحاسمة التي تستعد لها. عن «إسرائيل اليوم»