يكاد يجمع أغلب المحللين الماليين من خلال خرجاتهم الإعلامية القليلة على أن العامل النفسي والتخوف من المستقبل هو الدافع القوي لكثير من المستثمرين ببورصة الدارالبيضاء والذين يبادرون إلى التخلص من أسهمهم بالرغم من الخسائر التي يمكن أن يتكبدوها، فكيف يعقل، يتساءل أحدهم، أن يعرف سهم ك«أليانس للتطوير العقاري» انخفاضا في قيمة السهم في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الشركة استحواذها على حصة في رأسمال الشركة المكلفة بتهيئة الميناء السياحي «ليكسوس» بالعرائش، بالإضافة إلى إعلانها لنتائج نصف سنوية جد مهمة. وبالتالي أصبح من الصعب على المحللين الماليين وعلى شركات البورصة إعطاء نصائح والقيام بتحاليل وإخراج توصيات ببيع أو شراء أسهم في ظل الظرفية الحالية، وهو ما لوحظ خلال هذه الفترة التي عرفت فيها بورصة القيم انخفاضات تلو أخرى بداية من شهر شتنبر، حيث أحجمت جل شركات البورصة والمحللين عن إعطاء تحاليل تقنية أو نصائح لمستثمرين باستثناء «بي.ام.سي.أو.كابتال» بداية شهر شتنبر عندما نصحت المستثمرين بعدم التسرع في التخلص من المحافظ المالية. المتفائلون منهم يرون أن التأشيرة الأخيرة لمجلس أخلاقيات القيم المنقولة والمتعلقة بولوج سادس شركة للبورصة في أواخر هذا الشهر، قد جاءت في الوقت المناسب، فأمام هذه التراجعات غير المسبوقة، يأمل جل المراقبين أن يكون لولوج شركة «طراريم» المتخصصة في أثاث المكاتب الوقع الجيد على مؤشرات البورصة التي لم تتلون بالأخضر منذ مدة، حيث حصلت الشركة على رخصة الولوج عن طريق بيع أسهم تقدر قيمتها ب100 مليون و 500 ألف درهم، تتوزع ما بين أسهم عائلة بنيس المالكة للشركة وتصل إلى 143 ألف سهم، ثم زيادة في رأس المال بمقدار 107 آلاف سهم جديد، بسعر حدد في 402 درهما للسهم الواحد. وبلغت الخسائر الإجمالية لسوق الأسهم، منذ بداية انخفاضها في مارس الماضي، حوالي 110 ملايير درهم، وارتفعت خسائر سوق الأسهم منذ بداية شتنبر المنصرم أزيد من 86 مليار درهم بينما انخفض حجم رسملة بورصة الدارالبيضاء من 666 مليار درهم في فاتح شتنبر إلى 580 مليار درهم حاليا. وهمت الخسائر أساسا شركات العقار، وفي مقدمتها مجموعة الضحى بأكثر من 31 % خلال شهر واحد، ثم «أليانس للتطوير العقاري» بنسبة 27 %، ولم تستثن شركات الاسمنت من هذا الهبوط، حيث تكبد سهم شركة «هولسيم المغرب» خسائر بنسبة فاقت 22 % وشركة «إسمنت المغرب» بحوالي 21 %. وخلال الأسبوع المنصرم استمر مؤشر مازي، الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة بالبورصة، في الانخفاض وسجل ناقص 4.45 % وبنفس الوتيرة انخفض مؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بحوالي 4.55 %. بينما عرف حجم التداولات انتعاشا ملحوظا خلال الأسبوع الذي ودعناه، حيث قارب 5 ملايير درهم جلها بالسوق المركزي يتقدمهم سهم الضحى بأكثر من 600 مليون درهم ثم سهم «اتصالات المغرب» بحوالي 584 مليون درهم.