قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المغرب في الطريق السليم نحو الديمقراطية رغم وجود بعض المؤاخذات. كما اعتبر أن الصحفي شريك للدولة في مشروع بلوغ الديمقراطية، وذلك خلال الدرس الافتتاحي الذي ألقاه يوم الجمعة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال تحت عنوان «الالتزام الوطني والصحافة» بمناسبة الدخول الدراسي الجديد. وكذب وزير الاتصال مقولة عدم تمتع الصحفي بالحق في الوصول للمعلومة، فقال إن الصحفي المغربي له كامل الحق في الحصول عليها، فهو يصل إلى المعلومة التي يريدها كيفما كانت نوعيتها ومهما بلغت درجة حساسيتها، كما أضاف أنه يفاجأ ببعض الأخبار التي لا يسمع بها، رغم أنه عضو في الحكومة، إلا من خلال الصحافة الوطنية، مشددا على أن المغرب من الدول القليلة التي لا توجد بها أسرار، ومنه فمشكلة الوصول إلى المعلومة أمر متجاوز. وأضاف الناصري خلال محاضرته، أن الصحفي المغربي يتمتع بكامل الحرية في تناول أي موضوع ومعالجته بالطريقة التي يريدها، فحرية التعبير شيء مقدس ولاجدال فيه وغير قابل للتجزيء، كما أنه لا توجد خطوط حمراء في المغرب، فالصحافة المغربية تعالج جميع المواضيع بما فيها تلك التي يقال عنها إنها طابوهات، كالملكية أو الإسلام أو حتى قضية الصحراء. وتحدى الوزير الحاضرين بذكر أي موضوع لم تكتب عنه الصحافة. وفي هذا الصدد، أكد أن موضوع الجيش ليس المغرب هو الدولة الوحيدة التي لديها حساسية من تناول الصحافة له، بل حتى الدول الأكثر ديمقراطية، كالولاياتالمتحدة، لا تسمح بالكتابة حوله، حيث لم تسمح الإدارة الأمريكية لصحفيين بتناول مواضيع عن الجيش الأمريكي، خصوصا خلال حرب الولاياتالمتحدةالأمريكية على أفغانستان. وبخصوص موضوع قانون الصحافة الذي ينتظر الصحافيون أن يرى النور، والذي من المرتقب أن يلغي العقوبات السالبة للحريات، وأوضح الناصري أنه يصعب الحديث عنه في ظل عدم إقراره، فلا يوجد قانون في العالم يؤطر ما يجب أن يحدث على حد تعبير الناطق الرسمي باسم الحكومة، فالدستور يجب أن يكون مرآة لجميع المواطنين، حيث من المفروض أن يكون نظاما يرى فيه الجميع نفسه. وعن أسباب تأخر إنشاء القناة الأمازيغية أكد وزير الاتصال أن إنشاءها أصعب من إنشاء القناة الأولى أو القناة الثانية لأنه يحتاج إلى برامج معدة بالأمازيغية، في ظل الافتقار إلى قدر من البرامج الكافية لملأ شبكة برامج أمازيغية وغياب أطر أمازيغية مدربة، كما انتقد بشدة الأصوات التي تندد بإنشاء قناة الأفلام وتأخير القناة الأمازيغية، مشيرا إلى أن المغاربة كانوا بأمس الحاجة إلى هذه القناة خصوصا وأنها لا تتطلب موارد بشرية كثيرة. واعتبر أن الالتزام الوطني والصحافة مفهوم واحد غير قابل للتجزيء، فليس هناك جدار سميك بينهما، فالتزام المرء يجعله محملا بمرجعيات أخلاقية سامية، مما يعطي دلالة قوية للعمل الذي يقوم به، خصوصا عندما يتخذ موقفا ينطلق من هذه المرجعية، يرقى به ذلك إلى أعلى الدرجات، مما يعطي للعمل الصحفي قيمة مضافة ويميزها عن باقي المهن الشريفة من خلال تكوين الرأي العام أو المساهمة في تكوينه.