سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس استقلالي يبحث عن معارضيه في البيوت لنجدته بالتصويت على الحساب الإداري أعضاء أغلبيته من الاستقلاليين يقاطعون الدورة ووثيقة داخلية تستعرض «اختلالات» في مقاطعة فاس العتيقة
أصيب رئيس مقاطعة فاس العتيقة، الاستقلالي عزيز الفيلالي، صباح أول أمس الخميس، بالذهول، وهو يرى أغلبيته الاستقلالية المكونة من حوالي 14 عضوا، ضمنهم نوابه في المكتب المسير، يقاطعون دورة حاسمة للمقاطعة خصصت للمصادقة على الحساب الإداري لسنة 2011. واضطر رئيس المقاطعة، أمام هذا الوضع، إلى اعتماد سياسة «دق الأبواب» للاستنجاد بأعضاء المعارضة المكونة من حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي لاستكمال النصاب القانوني لعقد الدورة التي حضرها بالكاد ما يقرب من 19 مستشارا جماعيا جلهم من المعارضة. ولم تبدأ الدورة أشغالها بسبب هذا الوضع إلا في الفترة الزوالية، فيما كان من المقرر أن تبدأ هذه الأشغال في الصباح. وهدد رئيس هذه المقاطعة بعقد ندوة صحفية ستخصص لفضح ما أسماه ملفات الفساد. وقال إنه يرحب بالتحقيق في ميزانية المقاطعة التي يترأسها والتي تصل قيمتها إلى حوالي 300 مليون سنتيم، لكنه في الوقت نفسه يطالب بالتحقيق في ميزانيات تصل إلى حوالي 50 مليار سنتيم، وهي الميزانية نفسها تقريبا التي يتصرف فيها المجلس الجماعي لفاس. واتصلت «المساء» لأكثر من مرة برئيس المقاطعة للحصول على معطيات ضافية حول هذه المستجدات، لكن دون جدوى. وقالت المصادر إن حربا مستترة تدور بين رئيس هذه المقاطعة وبين عمدة فاس، حميد شباط، بسبب خلافات داخلية، وأضافت أن مقاطعة المستشارين الاستقلاليين لجلسة الحساب الإداري لا تخرج عن دائرة هذا الصراع الذي «استغلته» فرق المعارضة لعقد تحالف وصف بالفجائي مع هذا الرئيس الاستقلالي والتصويت بالإيجاب على الحساب الإداري. وانتهى اجتماع للجنة المالية بهذه المقاطعة عقد يوم 19 يناير وخصص لدراسة الحساب الإداري، على إيقاع خلافات حادة بين أعضاء اللجنة، وبين رئيس المقاطعة. فقد انتقد مستشار من أغلبية الرئيس، حسب محضر الاجتماع، كيفية صرف بعض المبالغ المرصودة للشؤون الثقافية والفنية، وتساءل مستشار آخر من نفس الأغلبية حول ما إذا كانت مصلحة الثقافة قد صرفت فعلا مجموع المبالغ المرصودة لأنشطتها. وقالت مستشارة فوض لها الإشراف على الشأن الثقافي إنها لا تعلم ما يدور داخل هذه المصلحة، وبأن التفويض الذي تتوفر عليه لا يهم إلا التوقيع على الوثائق الإدارية. وأوضح رئيس المقاطعة أن نوابه الذين يشرفون على بعض المصالح لا علاقة لهم بصرف الميزانية، قبل أن تتساءل المستشارة في سياق آخر عن جدوى صرف مبالغ مالية على سجلات للحالة المدنية ف ي ملحقة إدارية، مع العلم أنها لا زالت تعيش وضعية متدهورة، ما أدى إلى إتلاف العديد من رسوم الولادة. وأقر النائب السابع للرئيس بأنه يواجه عدة عراقيل في مصلحة الصيانة التي يشرف عليها، وبأنه لا يستشار ولا يعرف ما يروج داخل هذه المصلحة. وتطرقت الوثيقة إلى أجواء تشنج سادت وسط هذه اللجنة أثناء مناقشة الحساب الإداري، قبل أن يفرقوا هذا الاجتماع على إيقاع خلاف حول التصويت داخل اللجنة على الحساب الإداري، أدى إلى ظهور فريقين، الأول مؤيد والآخر طالب بتأجيل التصويت إلى حين انعقاد الدورة التي استكملت نصابها بجهد كبير، واستعان فيها رئيس المقاطعة بالمعارضة.