كشف مصدر مطّلع ل«المساء»، أن السيلكون المسبب للسرطان «PIP» المُستعمَل في الجراحات التجميلية دخل المغرب بعد تصريح من وزارة الصحة. وأوضح المصدر ذاته أن تحقيقا طلبه وزير الصحة الجديد، الحسين الوردي، أدى إلى الكشف عن دخول هذا النوع من السيلكون إلى المغرب بخلاف التصريحات السابقة التي صدرت عن وزارة الصحة، بعد تفجر الملف في فرنسا. وأكد المصدر ذاته أن وزير الصحة علّق مهام مدير مديرية الأدوية والصيدلة بعد اكتشاف دخول كميات من السيلكون المشتبه في تسببه للسرطان، معتبرا أنه أول ملف يعرف اختلالات يكتشفه الوزير الجديد، بعد تسلمه مهامه على رأس الوزارة. وشدد المصدر ذاته على أن وزير الصحة وجد نفسه في حرج سياسي، لأن وزيرة الصحة السابقة، التي نفت الوزارة في عهدها دخول هذا النوع من السيلكون إلى المغرب، تنتمي إلى حزب الاستقلال، أحد مكونات الأغلبية الحكومية الحالية، مضيفا أن هذا النوع من السيلكون دخل المغرب كذلك بطريقة غير مشروعة بسبب غياب قانون ينظم عملية دخول المعدات شبه الطبية. وحرصت الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل بعد تفجر الملف على أن عدم استخدام سيلكون «PIP» لا يلغي احتمال استخدام البعض له، لاسيما أن جراحة التجميل عرفت في الآونة الأخيرة دخول أطباء غير متخصصين في جراحة التقويم والتجميل. وكانت وزارة الصحة قد نفت، بعد اجتماع طارئ بين مصالحها المتخصصة، برئاسة الكاتب العام، رحال المكاوي، وجراحي التجميل وهيئة الأطباء المغاربة، يوم الثلاثاء، 27 دجنبر الماضي، ثلاثة أيام قبل دعوة وزارة الصحة الفرنسية مواطناتها, إلى استئصال حشوة «PIP». وأكدت الوزارة، في بيان لها صدر عقب الاجتماع، أن مادة السيلكون التي تنتجها شركة «PIP» ليست واردة ضمن المستلزمات الطبية لتجميل الثدي الحاصلة على رخصة التسجيل في المغرب، ووجهت الوزارة كذلك دعوة إلى المغربيات اللواتي أجريت لهن عمليات تقويم أو تجميل، سواء داخل المغرب أو خارجه، للخضوع لمراقبة طبية وفحص منتظم بالأشعة، لتتبع حالتهن الصحية. يذكر أن المغرب يفتقر إلى قانون ينظم عملية الاستيراد من الخارج، وهو ما يجعل المواد المُستعمَلة في التجميل والمواد شبه الطبية خارج القانون والمراقبة. وحرصا من «المساء» على معرفة رأي وزارة الصحة في الموضوع، اتصلت طيلة صباح أمس وإلى حدود زوال نفس اليوم بوزير الصحة، إلا أن هاتفه المحمول ظل يرن دون جواب، كما حاولت الاتصال بالكاتب العام للوزارة، رحال المكاوي، إلا أن كاتبته أكدت أنه في مكالمة هاتفية «طويلة» وسيتصل بنا فور انتهائه، وهو الأمر الذي لم يتم.