أفادت مصادر طبية أن مجموعة من النساء، اللواتي خضعن لعمليات تكبير الثدي في المغرب، انتابتهن موجة من الخوف من التعرض لمضاعفات صحية خطيرة من أكياس مادة "السيليكون" المستعملة في عمليات تجميل الثدي بسبب ما راج حول موضوع "السيليكون" الفاسد، من نوع (pip) في فرنسا، والذي توقف بيعه، منذ إصدار الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية نشرة إنذارية بخصوصه. وقال صلاح الدين السلاوي، اختصاصي في جراحة التجميل والتقويم في الرباط، في تصريح ل"المغربية"، إن المصحات الخاصة بجراحة التجميل والتقويم تتلقى ما بين 20 إلى 30 اتصالا يوميا، من قبل مغربيات، خضعن لعمليات تكبير الثدي، قبل 10 إلى 30 سنة، للاستفسار حول نوعية مادة "السيليكون"، الذي يحملنه في أثدائهن، وعن طبيعة المضاعفات الصحية، المحتمل أن يتعرضن لها، على هامش النقاش الدائر في فرنسا، حاليا، حول هذا الموضوع. وذكر السلاوي، الذي يرأس الجمعية المغربية لجراحة الوجه والفم، أنه لم يكشف، لحد الآن، عن أي مغربية، تحمل السيليكون من نوع (pip)، وأنه وقع تطمين جميع المغربيات المعنيات بخصوص سلامة الأكياس المستعملة في تقويم أو تجميل أثدائهن، داعيا اللواتي يجهلن نوعية السيليكون المستعمل إلى مراجعة أطبائهن لمراجعة ورقته التعريفية، التي يفترض أن تكون مرفقة ضمن الملف الطبي للمعنية بالأمر، وأن نسخة منها توجد لدى المصحة أو الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية، تتضمن مختلف التفاصيل. وأكد السلاوي عدم استعمال الاختصاصيين المغاربة ل"السيليكون" المذكور، لعدم وجود ممثل عن الشركة في المغرب، وبالتالي، فإن الجهات الصحية المعنية، لم يسبق لها أن رخصت باستعماله على الصعيد الرسمي، مشيرا إلى أن الشركة وقعت تصفيتها في فرنسا، منذ سنة 2010، بعد أن تأكد للمراقبين الصحيين تضمن أكياس السيليكون مواد مغشوشة، تضم مادة خاصة بالمجال الصناعي، وليس بالمجال الطبي. وأكد المتخصص أن هذه المادة لم تعد تصنع في فرنسا، وأن الأطباء المغاربة لم يسبق لهم أن استعملوها، بسبب المعلومات التي كانوا يتوصلون إليها، انطلاقا من المؤتمرات العالمية. وأوضح السلاوي أن مادة سيليكون (pip)، سهلة التشقق والتمزق، بسبب الغش في المادة الأولية، ولذلك كانت محظورة الاستيراد في أمريكا، مبينا أنها كانت رخيصة الثمن، بأقل من ألف درهم، بينما يصل سعر الكيس الواحد، المصنع في أمريكا أو البرازيل، أو في دول أوروبية، من المادة المستوفية للشروط المطلوبة، إلى ألفين و500 درهم. ودع السلاوي المغربيات، اللواتي خضعن لعملية جراحية خارج المغرب، إلى الاتصال بأطبائهن، والتأكد من نوعة السيليكون الذي يحملنه، فإذا تبين أنها من نوع (pip)، فإنهن مطالبات بإجراء عملية جراحية بسيطة لإزالته، وتعويضه بآخر أحسن جودة، أو ترك اثدائهن على وضعيتها. ونفى السلاوي توصل البحث العلمي إلى وجود علاقة سببية بين استعمال السيليكون والإصابة بالسرطان، سيما وأن العديد من الدول تدرج إعادة بناء الثدي ضمن برامج التكفل بالنساء، اللواتي بترت أثداؤهن، لإصابتهن بسرطان الثدي، لتسهيل اندماجهن في المجتمع. من جهة أخرى، أوضح السلاوي أن الطلب على تقويم أو تجميل الثدي في ارتفاع بالمغرب، إذ تشهد المصحات المتخصصة إجراء ما بين 150 إلى 200 عملية جراحية، لتصغير الثدي أو تكبيره، أو تعويض الثدي المعاب خلقيا، أو إعادة تكوين الثدي، بعد بتر بسبب السرطان، للمساعدة على تجاوز الأزمة. وأبرز المتخصص ذاته أن كثيرا من حالات تجميل الثدي في المغرب، ترتبط بوجود عيوب خلقية، إذ هناك حالات لفتيات بثدي واحد، أو بثدي أكبر من الآخر، أو بأثداء كبيرة الحجم، تسبب لهن مصاعب نفسية، تضطر معهما المعنية إلى تصغيرهما بطرق علمية، أثبتت نجاعتها الأبحاث الطبية. وقالت مصادر طبية إن عدد الشكاوى ضد شركة (PIP) في فرنسا، بلغت ألفين و400 شكاية، وأن تحقيقا فتح حول أكياس السيليكون "PIP"، بينما يجري البحث عن ممثل هذه الشركة، الذي يرتقب أن يتلقى عقوبة قانونية وغرامات مالية.