أضرم ثلاثة أطر معطلة النار في أجسادهم، عشية أول أمس بالرباط، داخل مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية التي يديرها الاستقلالي محمد الوفا، للمطالبة بحقهم في الشغل، فيما تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى في حالة صحية حرجة، بل إن وضعية أحد المصابين خطيرة للغاية. وجاء هذا التصعيد بعد منع المعطلين، الذين ينتمون إلى الأطر العليا المعطلة من إدخال المأكولات واللوازم الضرورية إلى معتصمهم بمقر الوزارة. وقال عضو من تنسيقية الأطر العليا المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن السبب المباشر الذي دفع هؤلاء الأربعة إلى إحراق ذواتهم هو الحصار الشديد الذي فرضته القوات العمومية، لمنع إيصال المواد الغذائية إلى الأطر من داخل المعتصم، خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة. وأضافت مجموعة من الأطر المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز، في تصريحات متفرقة ل«المساء» أن النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الأطر الثلاثة يقدمون على إضرام النار في أجسادهم، هي قيام أحد المعطلين برمي المؤونة إلى سطح البناية، التي غالبا ما كانت تقع في قبضة رجال الأمن، إلا أن الأخيرة انهالت عليه بالضرب، تنكيلا بكل من يحاول مد المعطلين بالطعام، ما أثار غضب المعتصمين ودفع بأحدهم إلى القفز من السور إلى خارج المعتصم وإضرام النار في جسده، لتليه عمليتان مثيلتان نفذهما معطلان تضامنا معه. من جهة أخرى، كذب المعتصمون ما جاء في بيان صادر عن وزارة التربية الوطنية، الذي نفت فيه قطع الماء عن المعتصمين، مؤكدين أن الانقطاع يتكرر بين الفينة والأخرى. وأكد المعطلون أن القوات العمومية ورجال المطافئ لم يقدموا على إنقاذ الأجسام التي تحترق أمامهم، بل المعطلون هم من قاموا بإمكانياتهم البسيطة بإخماد النار وإنقاذ حياة المعطلين، ما نتج عنه إصابة عدد منهم بحروق خفيفة.