سجل حفل افتتاح المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، في نسخته الثالثة عشرة، الممتدة فعالياتها ما بين 12 و21 يناير الجاري، حضور وزير الاتصال الجديد، مصطفى الخلفي، في أول خروج رسمي له. ونافس الخلفي الممثلين والمخرجين، بل والمكرمين، في النجومية خلال حفل الافتتاح، إذ ظل الجميع يترقب حضوره من عدمه، حيث اعتقد الحاضرون أن تحضيرات الحكومة لبرنامج عملها، وقضية تعيين مدراء دواوين حزب المصباح المطروحة بقوة داخل الحزب، ستمنع الوزير الإسلامي من الحضور، غير أنه بعد نصف ساعة على الموعد المحدد فاجأ الخلفي الجميع بحضوره الذي حرك عاصفة من التصفيق، وجعل عدسات المصورين تتوجه إليه. وكرم حفل الافتتاح 3 من قيدومي العمل السينمائي المغربي، كما تم عرض مقتطفات من أبرز أعمالهم، ويتعلق الأمر بالممثل صلاح الدين بنموسى والمخرجين مصطفى الدرقاوي وعبد الله المصباحي، هذا الأخير الذي لم تخل كلمته من مواقف مثيرة، حيث عاب على مدير سابق للمركز السينمائي المغربي، نقل مهرجان دولي كان ينظم في طنجة، إلى مسقط رأسه بالرباط، معلقا «الله يرحمو ويسمحليه على هاد الفعلة»، مشيرا إلى عصبيته لمدينة الرباط. كما عبر المصباحي عن تفاؤله بتعيين مصطفى الخلفي وزيرا للاتصال، واصفا إياه ب»الرجل المناسب في المكان المناسب» غير أن أقوى ما جاء في كلمته هي النبرة «التهديدية» الموجهة إلى بعض الحاضرين الذين طلبوا منه التوقف عن الكلام، إذ خاطبهم قائلا «دوك اللي تايقولولي باراكا راهم معروفين، هادوك هوما اللي باغيين ينشروا الفساد فالسينما المغربية». ولم تخل كلمة الممثل صلاح الدين بنموسى من دلالات، حيث أكد على عشقه للسينما الذي جعله يقضي شهر العسل داخل استوديو التصوير، وأشار إلى الظروف الصعبة للعمل السينمائي المغربي في السبعينيات والثمانينيات، التي طبعتها العصامية، حيث كانت السينما تفتقر للدعم، ورغم ذلك كانت الأفلام المغربية تحصد جوائز مهرجانات عالمية، وخاطب سينمائيي اليوم قائلا «دابا كاين الدعم والفشوش.. ماشي فحال شحال هادي». عقب ذلك تم تقديم لجنتي تحكيم مسابقة الفيلمين القصير والطويل، حيث عبر الكاتب والفيلسوف الفرنسي «إيدغار موران» رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل، عن تأثره الإيجابي بالسينما المغربية، معتبرا أنها تعكس التنوع الثقافي للمغرب، واعتبر أنها واحدة من أغنى وأفضل سينمات العالم. واختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الشهير «رحلة إلى القمر»، في نسخته المنقحة والملونة، والذي يعد أول فيلم للخيال العلمي في تاريخ السينما، وأول عمل يستخدم تقنيات الخدع البصرية، وهو من إخراج السينمائي الأمريكي الراحل «جورج ميليس» سنة 1902، وقد تكفلت بترميمه مؤسستا «تيكنيكولور للتراث السينمائي»، و«كروباما كان سينما» ومختبر «لوبستر فيلم» سنة 2010، بعد العثور على نسخته الأصلية ببرشلونة الإسبانية سنة 1993.