كشف مصدر ليبي مطلع أن الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، دفن في منطقة صحراوية تسمى «الهيشة» توجد بين مدينتي سرت ومصراته. وأكد عبد الهادي علي العزومي، عضو الجمعية الليبية لمراقبة حقوق الإنسان التابعة لنقابة محامي طرابلس، في تصريحات خاصة ل«المساء»، أنه دفن تحت جنح الظلام بعد أن صلى عليه عدد من مساعديه الذين اعتقلوا معه. وشدد العزومي على أن عددا كبيرا من مقاتلي جبهة البوليساريو اعتقلوا من طرف الثوار خلال قتالهم إلى جانب كتائب القذافي، وأوضح أن القذافي استغل علاقاته بالدول الإفريقية، وخصوصا ما يسمى بالبوليساريو، حيث إن كثيرا من المرتزقة دخلوا وتم تجنيدهم من قبل الكتائب، وبعضهم كان يقيم في معسكرات للتدريب فوق التراب الليبي قبل الثورة واستغلهم معمر القذافي لقتل وقمع الشعب الليبي، إضافة إلى مرتزقة من بعض الدول العربية المجاورة التي كانت، مع الأسف، تمد يد العون إلى نظام القذافي. وقال العزومي: «كمحام وعضو في الجمعية الليبية لمراقبة حقوق الإنسان، وجدنا داخل السجون أجانب يتوزعون بين طوارق وموريتانيين ومرتزقة من البوليساريو وآخرين من أمريكا اللاتينية وإفريقيا السوداء، هم الآن قيد الاعتقال ويتم التحقيق معهم، وسيقدمون إلى محاكمة عادلة ستكون مفتوحة أمام جميع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، ومنظمة «هيومن رايس ووتش» الأمريكية زارت هؤلاء داخل السجون واطلعت على أوضاعهم». وأشار إلى أن نظام القذافي كان يعتمد على مقاتلين من البوليساريو كما هو الأمر بالنسبة إلى اللواء 32 الذي كان يترأسه خميس معمر القذافي، وكان يتألف من فرق أجنبية من البوليساريو ومن مالي والنيجر، واليوم السجون الليبية مليئة بهؤلاء المقاتلين، وهذا الأمر موثق لدى منظمات حقوق الإنسان التي زارت السجون بعد الثورة، مضيفا قوله: «نحن اليوم في طور تأسيس نظام للعدالة الانتقالية يمكّن من تقديم هؤلاء إلى المحاكمة، ومن حق أي منظمة أو هيئة حقوقية أن تزورهم وتطلع على أوضاعهم داخل السجون». وفي سياق متصل، تأسف العزومي على وجود عدد من رموز النظام السابق في ليبيا بالمغرب، وقال: «الكثير من أزلام القذافي ومساعديه دخلوا المغرب، وأيادي كثير منهم ملطخة بدماء الليبيين، وبعضهم ارتكب جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية، وهم يكنون كرها للشعب المغربي، والمال في يدهم ويمكن أن يستعملوه في تخريب العلاقات المغربية الليبية». وأكد العزومي أنه سيبحث مع محامين مغاربة ما إذا كان يسمح له القانون المغربي بوضع شكايات في المغرب ضد هؤلاء المسؤولين الليبيين السابقين الذين يوجدون اليوم فوق أرضه. ووجه العزومي اللوم إلى النائب العام في ليبيا الذي لم يتحرك من أجل إصدار مذكرة بحث في حق هؤلاء المسؤولين السابقين الذين لطخت أياديهم بدماء الليبيين وسرقوا ونهبوا أموال الشعب الليبي طيلة 42 سنة. وطالب المصدر ذاته باللجوء إلى الشرطة الدولية الأنتربول من أجل إعادة هؤلاء المسؤولين السابقين إلى داخل التراب الليبي من أجل محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها. ويذكر أن عددا من القياديين في عهد القذافي يوجدون اليوم بالمغرب الذي لجؤوا إليه بعد الثورة وتهاوي النظام السابق، وخاصة اللواء التهامي خالد، رئيس جهاز الأمن الداخلي في عهد معمر القذافي وأحد رجاله وأذرعه الأمنية، إضافة إلى أبناء رئيس الحرس الخاص للقذافي عز الدين الهنشيري الذي وجد، نهاية شهر أكتوبر الماضي، مقتولا في المنطقة الثانية بمدينة سرت، وعمار ألطيف، أمين الهيئة العامة للسياحة وعضو اللجان الثورية، وعمران بوكراع الورفلي، أمين الشؤون العربية باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، وعلي عبد الصمد، منسق رابطة مواليد الفاتح، وعبد الحميد السايح، عضو اللجان الثورية، وعميد علي الكيلاني، الرئيس السابق للهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى وأحد أبرز رجال القذافي، والفريق مسعود عبد الحفيظ، الآمر السابق في منطقة جنوب ليبيا.