ما إن اقترب امحمد فاخر، المدرب السابق للرجاء البيضاوي من توقيع عقد تدريبه للوداد الرياضي لكرة القدم حتى تراجع عن قراره، مفضلا العودة إلى الخلف، بدل دخول «مغامرة» قيادة الوداد. فاخر يرفض الحديث بالتفصيل عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى عدم المضي قدما في خطوة تدريب الوداد، ورئيس الفريق «الأحمر» يربط تراجع المدرب بتهديدات تعرض لها وبضغوط مورست عليه. كان من شأن تعاقد فاخر مع الوداد، أن يكسر «طابوها» جديدا في الكرة المغربية، وأن يعطيها دفعة قوية إلى الأمام، لكن للأسف انتصرت «الهواية» على «الاحتراف»، و»الحياحة» على أصوات العقلاء. أيا كانت الأسباب التي دفعت فاخر إلى التراجع عن تدريب الوداد، فإنه ليس مقبولا الحديث عن وجود تهديدات طالت المدرب أضحت معها حياته في خطر. فحتى لو كان ترويج مثل هذه الأسباب للاستهلاك الإعلامي فقط، فإنه مؤشر سلبي، يدق ناقوس الخطر، ويؤكد أن الكرة المغربية تسير في الاتجاه الخطأ. كرة القدم، رغم أنها لعبة تدر الكثير من الأموال، وأصبحت رافدا اقتصاديا مهما، إلا أنها في النهاية تبقى لعبة. عندما تصبح لعبة هدفها الأول هو إمتاع الجمهور في الملعب، مسرحا للدم ولإطلاق تهديدات بالقتل، فإن الأمر يفرض إخراج هذه التداعيات من ملعب الكرة إلى ملعب القضاء، ليقول كلمته النهائية ضد من أصبحوا باسم حب الفريق يروعون المدربين والمسيرين، وباسم حب الفريق «ينعشون» جيوبهم. ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وجود تهديدات، لقد سبق جمال فتحي الجميع إلى ذلك، عندما كان في طريقه إلى التعاقد مع الرجاء خلفا للروماني إيلي بلاتشي، لكنه بدل أن يوقع العقد أرسل بريدا إلكترونيا إلى رئيس الرجاء، عبد السلام حنات، تحدث فيه عن تهديدات طالته وطالت زوجته، من طرف محسوبين على الرجاء، قال إنها دفعته إلى التراجع عن القرار حماية لنفسه ولأسرته. إلى اليوم، لم نعرف هوية هؤلاء الذين هددوا جمال فتحي، إذا كان فعلا تلقى تهديدات، علما أنه كان مفروضا في ذلك الوقت أن يضع الرجاء شكاية ضد مجهول، وأن يستدعي الأمن جمال فتحي للاستماع إليه، حتى يكشف لهم عن هوية الأشخاص الذين هددوه. الحكاية نفسها تكررت مع بادو الزاكي لما كان يقود الوداد، قبل أن يضطر إلى المغادرة، وتكررت مع عزيز كركاش مدرب النادي القنيطري، ومن غير المستبعد أن تتكرر غدا مع مدربين آخرين. للأسف عدم فتح تحقيقات قضائية في مثل هذه الأمور، يساهم في اتساع مساحة الغموض، ويترك الحبل على الغارب، ويجعل كل واحد يمارس كل هواته كما يحلو له، في الحديث عن التهديدات.