نجح في امتحان كان قد سقط فيه العديدون، سنة كاملة مرت على تعيين إيريك غيريتس مدربا لأسود الأطلس، نجح فيها في تحقيق الهدف الأول من تعيينه، وهو إعادة المنتخب المغربي إلى الواجهة الإفريقية كأحد أقوى منتحبات القارة السمراء، وتأهيله إلى كاس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية 2012. للوصول إلى هذا الهدف كان من اللازم تكوين منتخب يذهب إلى الكان دون انقسامات؟ ثم كيف يمكن الوصول إلى مجموعة بأحد عشر لاعبا قوية وكل واحد من اللاعبين 11 قادر على القتالية على قميص المنتخب، واللعب بروح المجموعة؟ كيف يمكن أن يجانس بين لاعبين من بلجيكيا وفرنسا وهولندا والبطولة المغربية وكل واحد يتكلم بلغته في فريق واحد وبحس واحد؟. الساحر والمنقذ غيريتس استطاع في سرعة وجيزة التغلب على كل هذه الإشكاليات التي كانت تؤرق كل من تعاقب على تدريب أسود الأطلس ( فيليب تروسيي وامحمد فاخر وهنري ميشيل وروجي لومير) الرهان كان يبدو أمرا بعيدا على المتناول بالنسبة لأسد ريكيم ( المدينة التي ولد فيها غيريتس). المرتزق تعاقد البلجيكي إيريك غيريتس مع جامعة الكرة في المملكة الشريفة كان مقابل عقد من ذهب، فالرجل يقال إنه يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 250 ألف أورو، صرفة خالية من الضرائب، هذا إلى جانب الامتيازات الكبيرة التي يستفيد منها الرجل البلجيكي، راتب شهري وامتيازات دفعت الكل إلى وصف الرجل بالمرتزق، الذي جاء إلى بلد ليجمع حفنات من المال من بلد يعاني اجتماعيا، وبلد يصنف ضمن البلدان النامية، لكن المدرب السابق لفريق مارسيليا الفرنسي، نجح بسرعة وجيزة في تغيير وجهة نظر منتقديه، ودفع الجميع إلى الترحيب به كمدرب كبير. وتحقق له ذلك بعد نتائج مبهرة ححقها أسود الاطلس كانت أبرزها الرباعية التي رفعت من أسهم البلجيمي غيريتس بعد الفوز على الجزائر وبعدها إعادة الفرحة والبسمة للجمهور المغربي عقب تحقيق التأهل إلى كاس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية والتي غاب عنها المنتخب الوطني في نسختها الماضية بأنغولا. «عاهدت نفسي على ضرورة القدوم به إلى المغرب، وأنا فخور بقبوله المجيء وتدريب أسود الأطلس»، كان تصريحا لعلي الفاسي الفهري إلى وسائل الإعلام عقب الإعلان عن تعيين إيريك غيريتس مدربا للمنتخب المغربي، والفهري يعود له الفضل الكبير في هذا التعيين. «تعيين غيريتس مدربا للمغرب لم يكن سهلا، ودام مدة طويلة من الزمن، فالإعلان عنه بصفة رسمية تطلب وقتا زمنيا كبير، حتى خرجت الجامعة بالإعلان الرسمي عن تعيين غيريتس مدربا لأسود الأطلس، وبالفعل كان الرجل المناسب في المكان المناسب والنتائج تتحدث عنه، فالرجل نجح في شحن اللاعبين ودفعهم إلى القتالية عن قميص المنتخب المغربي وحب اللعب للمغرب، فالعديد من المحترفين مروا بالمنتخب لكن النتائج لم تكن بالجيدة، غير أنه مع غيريتس الأمور تغيرت من أسوا إلى حسن، لقد نجح في إعادة الثقة إلى محيا لاعبي المنتخب المغربي» يردف الفهري في تصريح ليومية ليكيب الفرنسية. منتخب غيريتس منتخب غيريتس يتشكل من شباب ممتازون تقنيا ( بنعطية، بلهندة، كارسيلا) ولاعبون مجربون ( العميد خرجة ، الشماخ، حجي ...). هؤلاء سيرحلون إلى الغابون بهدف واحد العودة بالتتويج بالتاج الإفريقي، وهو الهدف الذي أعلن عنه غيريتس بكل شفافية في كل مرة « هدفي الذهاب إلى كأس إفريقيا بروح التتويج، يؤكد غيريتس وكله طموح وقناعة بإمكانية تحقيق الهدف المنشود.النتائج إيجابية، والكل يشهد أن هناك اندماج بيني وبين اللاعبين، معنويات جيدة تطفو بين المجموعة، وإذا اجتمعت معطيات من قبيل ما أسلفت ذكره، لمسة المدرب توجد بكل سهولة». نجاح على كل الأصعدة اشتهر بعناده ، المدافع السابق لفريق ستاندار دو لييج ، نجح مع المغرب في التأكيد على أنه مدرب وله كاريزمات الطبيب النفساني، وهو ما تأكد عند غضبة تاعرابت الذي رفض أن يكون احتياطيتا وغادر معسكر أسود الأطلس قبل ساعات من مباراة المغرب ضد الجزائر، حينها أكد الجميع أن تاعرابت لن يعود يوما لحمل قميص المنتخب المغربي. لكن أربعة أشهر بعد الحادثة فوجئ الجميع بعودة تاعرابت إلى المنتخب المغربي وتوجيه الدعوة إليه من قبل إيريك غيريتس في مواجهة حاسمة للأسود ضد منتخب تنزانيا، والغريب أن تاعرابت بدأ المباراة أساسيا وسجل هدفا جميلا من ضربة خطا مباشرة، تحدث عنها الجميع خاصة ان الهدف منح المغرب الانتصار والتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012. الشعب المغربي الذي ينظر بتفاؤل إلى كل ما يسجل من نتائج إيجابية في كرة القدم المغربية، فالمنتخبات الوطنية للشباب حقق نتائج إيجابية، شانها شأن الفرق المغربية، التي قصت هذا العام شريطها الأول في عالم الاحتراف بعد سنوات من الهواية، هذا إلى جانب الطفرة المحققة قاريا من قبل فريقي الوداد البيضاوي الذي وصل إلى نهائي رابطة أبطال إفريقيا، والمغرب الفاسي الذي توج بلقب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إنها بالفعل أمور تتحدث عن بصمة لغيريتس. عن مجلة أونز الفرنسية