عاد إلياس العماري بقوة، في الآونة الأخيرة، داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لمواكبة استعدادات الحزب لعقد مؤتمره الوطني الثاني في الفترة ما بين 17 و19 من شهر فبراير المقبل. وترأس العماري، بداية الأسبوع الجاري، لجنة التحضير لهذا المؤتمر، فيما تزامنت هذه العودة إلى واجهة الحزب مع تعيين فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب، مستشارا للملك محمد السادس. وقالت المصادر إن التوجه اليساري داخل حزب الأصالة والمعاصرة يحاول بسط سيطرته على جميع هياكل الحزب استعدادا لهذا المؤتمر، الذي يرتقب أن يدافع فيه هذا الجناح عن ترشيح حكيم بنشماس، رئيس الفريق بمجلس المستشارين، لمنصب الأمين العام للحزب، في مواجهة محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الحالي للحزب، ورئيس مجلس المستشارين. وفي مقابل هذا المد اليساري، يشهد حزب الأصالة والمعاصرة موجات من استقالة الأعيان في عدد من مناطق المغرب. مصادر ربطت هذه الانسحابات «الصامتة» بانسحاب المؤسس فؤاد علي الهمة من المشروع. ويراهن التوجه اليساري القادم على المؤتمر الثاني للحزب لتوضيح هويته وخطه السياسي، بعدما تم الرهان، في السابق، على التنظيم وتقوية امتداداته وسط الأعيان. وكان عدد من زعماء الأحزاب السياسية قد وجهوا، في السابق، انتقادات لاذعة إلى إلياس العماري، الذي ساهم رفقة فؤاد عالي الهمة في تأسيس حركة من أجل كل الديمقراطيين، وبعدها تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. وقبل ذلك كان العماري من نشطاء حزب اليسار الاشتراكي الموحد، ومن أهم فعاليات الحركة الأمازيغية. وصدرت أبرز الانتقادات الموجهة ضده عن حزب العدالة والتنمية، في شخص أمينه العام، ورئيس الحكومة الحالية، عبد اللإله بنكيران. وإلى جانبه، وجه عمدة فاس، الاستقلالي حميد شباط، عدة انتقادات له.