تشهد منطقة «العوامة» وعدد من الأحياء الهامشية المجاورة لها في مقاطعة بني مكادة في طنجة توترا أمنيا بسبب «موجة» غير مسبوقة من البناء العشوائي منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، وصلت إلى حد الترامي على أراض مخصصة لبناء مدرسة ومسجد والاعتداء على حرمة المقابر، في الوقت الذي تحاول السلطات الوصول إلى حل مع السكان، لتفادي اللجوء إلى تدخل أمني عنيف وأفادت مصادر أمنية أن عمليات البناء العشوائي التي انتشرت في أحياء العوامة والزويتينة وبوحوت والأحياء المجاورة لها قد تجاوزت خروقات البناء والسكن وأصبحت تشكل خطرا أمنيا محدقا، بعدما عمد عدد من الشبان إلى التسلح بالأسلحة البيضاء لمواجهة تدخل قوى الأمن لمنع البناء في المقابر وفي أراض مخصصة لبناء مسجد ومدرسة وأخرى تقع في مجرى مائي معرض للفيضانات خلال التساقطات المطرية، أو الترامي على أراضي الغير. وذكر شهود عيان أن عظاما بشرية وجماجم قد استُخرجت أثناء عمليات حفر الأساسات لإنشاء منازل في بقع أرضية اعتُقِد أنها خالية، بينما هي تابعة للمقبرة الموجودة وسط الأحياء السكنية، وهو ما دفع السلطات الأمنية إلى إرسال عدد كبير من سيارات الشرطة والقوات المساعدة إلى هذه المناطق، مع إعطائها تعليمات بعدم الاحتكاك المباشر بالمواطنين والاقتصار على توجيههم لتفادي البناء في مناطق محددة. وتشهد الأحياء المذكورة موجة من البناء غير المرخص له، تستمر ليلا ونهارا، منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، ربطها مواطنون التقتهم «المساء»، بالحملة الانتخابية لرئيس مقاطعة بني مكادة، محمد الحمامي، الذي وعدهم بعدم منعهم من البناء إلى حين اجتياز الانتخابات الجماعية المقبلة، غير أن الوضع خرج عن السيطرة، وانتشر «مد» البناء بسرعة كبيرة، ارتفعت معه أسعار مواد البناء بشكل جنوني، وانتقلت أجرة عامل البناء من حوالي 150 درهما لليوم، لتصل إلى 500 درهم، بينما اضطر البعض إلى استقدام مواد البناء من مدينة تطوان، بعد نفادها من أسواق طنجة. مقابل ذلك، أقامت السلطات الأمنية حواجز على مداخل بعض الأحياء شبه الحضرية بمنطقة العوامة لمنع دخول مواد البناء إليها، وهي المناطق التي شهدت تصويتا عقابيا ضد محمد الحمامي، بعدما كانت تعتبر خزانا انتخابيا «مضمونا»، مما أدى إلى سقوطه في اختبار 25 نونبر الماضي، غير أن سكان هذه الأحياء يؤكدون لجوءهم إلى طرق جديدة لإدخال تلك المواد، من خلال نقلها بكميات صغيرة عبر الجبال المحيطة بالمنطقة أو إرشاء القائمين على الحواجز وإدخالها ليلا، ويتحدثون عن دخول عدد كبير من الشاحنات إلى المنطقة مع حلول الظلام. يشار إلى أن المنطقة نفسها شهدت، بعيد الانتخابات الأخيرة، عمليات هدم ثلاثة منازل شُيِّدت بشكل غير قانوني خلال فترة الانتخابات، دون اللجوء إلى المساطر القانونية للهدم، وهو ما اعتبره أصحاب تلك المنازل، حينها، عقابا لهم على عدم تصويتهم على رئيس المقاطعة.