تعتبر التغذية من العلاقات التي ربطت الإنسان بمحيطه الخارجي، والتي تعتبر من مصادر الطاقة، إلا أن سوء التعامل مع التغذية يؤدي إلى مشاكل صحية بالغة الخطورة، فهناك على العموم خمس عادات غذائية شائعة، على الأقل، تعتبر مسؤولة عن المشاكل الصحية الشائعة، كالسمنة، السكري، ارتفاع الضغط الدموي والعديد من الأمراض الأخرى. 1 - الإفراط في الأكل: يؤدي تناول كمية من الطعام زائدة عن حاجة الجسم إلى تخزين وحدات حرارية إضافية فيه على شكل مواد ذهنية، والنتيجة هي السمنة. وعندما نتكلم عن السمنة نتكلم عن ظروف ووسط ملائم لجميع الأمراض. 2 - تناول الطعام بين الوجبات: إن تناول الطعام بين الوجبات الأساسية ضار من نواح أربع، أولا، يقلل الشهية في أوقات الوجبات العادية، ثانيا، يحرم الجهاز الهضمي من العمل المنتظم الطبيعي الذي يسمح لها بالراحة بين الوجبات، ثالثا، يميل إلى رفع ما يتناوله المرء من الوحدات الحرارية في اليوم الواحد فوق الحد المرغوب فيه (مما يشجع على السمنة)، رابعا، يشجع على تناول الأطعمة التي تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن، مثل الحلويات والسكر وغيره من المواد المكررة. 3 - تناول كميات كبيرة من السكر: إلى جانب عادة الأكل غير الصحية وغير المنتظمة، نجد لدى معظم الناس ميلا شديدا إلى تفضيل الحلوى والمثلجات والمرطبات على الوجبات المعتادة والمنتظمة والمتوازنة، والمعروف أن السكر يوفر طاقة سريعة، لأنه يحتوي على العديد من الوحدات الحرارية، ولكن هذه «الوحدات الفارغة» لا تتضمن فيتامينات ومعادن ذات أهمية تذكر، فعندما يشبع المرء رغبته في الأكل بتناول مأكولات غنية بالسكر، يفقد الرغبة في تناول أطعمة أخرى أفضل صحيا وتحتوي، في حالتها الطبيعية، على البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية. لقد ازداد استهلاك السكر في بعض الدول العربية، بما في ذلك السكر المُستعمَل في أصناف عديدة والفاكهة المعلبة والحلوى والمثلجات والمرطبات، فضلا على السكر المُستعمَل لتحلية وجبات الفطور. وقد أظهرت اختبارات التغذية العلمية أن الأطفال الذين تقدم لهم وجبات طعام صحية مُعَدّة بدقة لا يشتاقون إلى الأطعمة المحلاة بالسكر مثل الأشخاص الذين يتميزون بالإهمال في اختيارهم الطعام الصحي، فالمعادلة، إذن، صحيحة في الاتجاهين: فالأشخاص الذين يتناولون مقدارا وافرا من السكر لا يشتهون الطعام الصحي المعتدل، والأشخاص الذين يتناولون مقدارا وافرا من الطعام الصحي لا يتوقون إلى الكثير من السكر. كما أن أحدى «السيئات» المهمة الأخرى لتناول كمية كبيرة من السكر هي تأثيره الضار على الأسنان، حيث يتلفها بسبب الاتصال المباشر للسكر في ميناء الأسنان، ومع ذلك، يجدر بنا أن نقول إن غسل الفم بعد تناول الطعام هو عمل جيد، لأنه يساعد على إزالة أجزاء الطعام التي تساعد على نمو الجراثيم. 4 - تناول كمية مفرطة من الأطعمة المصنعة: يصنع منتجو المواد الغذائية منتجاتهم لهدفين: أولا، حفظ الطعام خلال نقلة وتسويقه، ثانيا، ترغيب العملاء في شرائه، وتشمل عملية التصنيع إزالة المواد التي تساعد على التلف، وإزالة المياه وإضافة المواد الحافظة والفيتامينات والمعادن للتعويض عما أزيل منها وإضافة مواد أخرى، القصد منها تحسين مذاق الطعام أو لونه. 5- إهمال الفطور: السبب الذي يعطيه الكثيرون لتبرير عادة إهمال الفطور هو عدم توفر الوقت.. والواقع أن هذا العذر يشير إلى عدم الاعتدال في عادات النوم، فعندما يخفق المرء في الحصول على نوم كافٍ بسبب عدم ذهابه إلى الفراش في الوقت المناسب، يستفيق في وقت متأخر ويستعد بسرعة لموعده الأول، مستخفا بطعام الفطور، وهو الاستخفاف الذي يتحول بسهولة إلى عادة، حيث يصدق أشخاص عديدون حين يقولون إننا لا نشعر بحاجة إلى تناول طعام الفطور، ولكن هؤلاء الأشخاص يشعرون بالجوع قبل حلول الظهر، فيتناولون الحلوى والمرطبات بين الوجبات، الأمر الذي يفقدهم شهية تناول طعام الغذاء ويعودهم بالتالي على عدم الانتظام في تناول الطعام، فيستمدون العديد من الوحدات الحرارية من الأطعمة التي تحتوي على السكر وغيره من المواد المكررة، بدلا من الوجبات المتوازنة المنتظمة. فلماذا يعتبر الفطور مهما جدا؟ بما أن المعدة تكون خالية تماما وبما أن الطاقة الضرورية للقيام بالوظائف الفيزيولوجية الحيوية تكون قد نفدت خلال الليل من مخازن الجسم، ويصير من المهم جدا تعويضها في اليوم التالي، فإن طعام الفطور يعتبر ضروريا من الناحية الغذائية، على أن يحتوي على أكثر من مجرد طاقة تكفي لحاجة الفرد إلى الطعام خلال الساعتين التاليتين، فهناك أربع نقط تجعل طعام الفطور ملائما، نظرا إلى احتوائه على الحليب ومصدر آخر للبروتين، إضافة إلى احتوائه على مصدر كاف من الطاقة، وتحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن، فضلا على النشويات، ويفضل كذلك أخد الفاكهة (يفضل الطازج منها) لتأمين الفيتامينات والمعادن المهمة. كما يجب أن تكون وجبة الفطور لذيذة المذاق لأجل إثارة الشهية.. إن كل هذه الاعتبارات تبث في الإنسان شعورا بالتفاؤل والفرح وتمهد الطريق من الناحية النفسية لأنشطة اليوم، سواء كانت عملا أو دراسة أو أي نشاط، ولهذا تبقى التغذية السليمة من وسائل النجاح في الحياة.. ولا تنسوا أن المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج..