انتقلت «جيحة» العلف الفاسد، الذي أتى على آلاف رؤوس الدجاج بمنطقة أمزميز (نواحي مراكش)، قبل حوالي شهر، إلى مدينة آسفي، حيث تسبب هذا العلف الفاسد المستورد من فرنسا في فقدان عشرات رؤوس الدجاج كانت في ملك أحد الفلاحين بدوار «بوعنان» التابع لإقليم آسفي. وقد علمت «المساء» من مصادر مطلعة أنه قبل حوالي أسبوعين فوجئ أحد الفلاحين بدوار «بوعنان» بنفوق الدجاج الذي تناول هذا النوع من العلف، في حين لم تنفق باقي الأغنام، التي تناولت علفا من نوع آخر. وقد قرر الفلاح رفقة بعض الفلاحين المتضررين رفع دعوى قضائية بمحكمة مراكش ضد الشركة الفرنسية، التي لا تملك مصنعا لإنتاج هذا العلف «الفاسد». وقد كشف أحد الفلاحين بمنطقة أمزميز أن سبب نفوق آلاف الدجاج راجع إلى علف تم استيراده من شركة فرنسية، مشيرا إلى أنه اتفق مع شركة فرنسية متخصصة في بيع علف الدواجن لتزويده بالعلف المناسب، بكمية قدرها 180 طنا، تكفي لحوالي 45000 رأس من الدجاج. لكن الشركة المذكورة أرسلت أطنان العلف بدون أن تحمل الأكياس ورقة تشير إلى تاريخ بداية الاستهلاك، وانتهاء صلاحية هذا المنتوج. وقد اتصل الفلاح بالشركة في الحين، لإخبارها بأن العلف الذي توصل به لا يحمل تاريخ انتهاء الصلاحية، وهو ما بررته الشركة الفرنسية بأن الأمر لا يعدو أن يكون «خطأ مطبعيا»، أي أن المطبعة التي كُلّفت بطباعة تاريخ انتهاء صلاحية المنتوج على الأكياس، قد سقطت «في سهو، ولم تلق بالا لهذا الأمر»، يؤكد الفلاح المتضرر. طمأنة المسؤولين بالشركة الفرنسية الفلاح جعلته يقدم العلف إلى دجاجه، لكن بعد مرور ساعات قليلة على تقديمه العلف لآلاف الدجاج فوجئ بالكارثة التي حلت به وبدجاجه، حيث نفق عدد كبير منه، مما جعل الخسارة كبيرة، والكارثة مهولة، جراء الرائحة المنبعثة من الدجاج النافق. لم تتوان الشركة الفرنسية في تزويد الفلاح المذكور بالعلف «الفاسد»، حسب ما أثبتته المصالح البيطرية بولاية مراكش، إثر زيارة ميدانية قامت بها إلى عين المكان بعد إشعارها من لدن السلطات بوجود كارثة بيئية جراء نفوق آلاف الدجاج، وما ترتب عن ذلك من خوف ورعب في صفوف السكان المجاورين للمزرعة، بسبب انبعاث الرائحة الكريهة، نتيجة نفوق أعداد مهولة من الدجاج، كما قامت المفوضة القضائية بزيارة إلى المكان للوقوف على هول الكارثة، وأنجزت تقريرا «إثبات الحال»، ليتم تقديمه إلى المحكمة.