كشف أحد الفلاحين بمنطقة أمزميز نواحي مراكش أن سبب نفوق آلاف الدجاج راجع إلى علف تم استيراده من شركة فرنسية. وأضاف الفلاح نفسه، في اتصال مع «المساء»، أنه اتفق مع شركة فرنسية متخصصة في بيع علف الدواجن لتزويده بالعلف المناسب، بكمية قدرها 180 طنا، تكفي لحوالي 45000 رأس من الدجاج. لكن الشركة المذكورة أرسلت أطنان العلف بدون أن تحمل الأكياس ورقة تشير إلى تاريخ بداية الاستهلاك، وانتهاء صلاحية هذا المنتوج. وقد اتصل الفلاح بالشركة في الحين، لإخبارها بأن العلف الذي توصل به لا يحمل تاريخ انتهاء الصلاحية، وهو ما بررته الشركة الفرنسية بأن الأمر لا يعدو أن يكون «خطأ مطبعيا»، أي أن المطبعة التي كُلّفت بطباعة تاريخ انتهاء صلاحية المنتوج على الأكياس، قد سقطت «في سهو، ولم تلق بالا لهذا الأمر»، يؤكد الفلاح المتضرر في حديث مع «المساء». طمأنة المسؤولين بالشركة الفرنسية الفلاح جعلته يقدم العلف إلى دجاجه، لكن بعد مرور ساعات قليلة على تقديمه العلف لآلاف الدجاج فوجئ بالكارثة التي حلت به وبدجاجه، حيث نفق عدد كبير منه، مما جعل الخسارة كبيرة، والكارثة مهولة، جراء الرائحة المنبعثة من الدجاج النافق. لم تتوان الشركة الفرنسية في تزويد الفلاح المذكور بالعلف «الفاسد»، حسب ما أثبتته المصالح البيطرية بولاية مراكش، إثر زيارة ميدانية قامت بها إلى عين المكان بعد إشعارها من لدن السلطات بوجود كارثة بيئية جراء نفوق آلاف الدجاج، وما ترتب عن ذلك من خوف ورعب في صفوف السكان المجاورين للمزرعة، بسبب انبعاث الرائحة الكريهة، نتيجة نفوق أعداد مهولة من الدجاج، كما قامت المفوضة القضائية بزيارة إلى المكان للوقوف على هول الكارثة، وأنجزت تقريرا «إثبات الحال»، ليتم تقديمه إلى المحكمة. وأوضح الفلاح المتضرر أن حجم الخسارة التي تكبدها جراء نفوق آلاف رؤوس الدجاج تجاوزت 113 مليون سنتيم. هذا ولا تملك الشركة الفرنسية معملا لصنع الأعلاف بالمغرب، وإنما تقوم بتزويد السوق المغربية بأعلاف «فاسدة» من فرنسا، مما يطرح التساؤل حول مسؤولية وزارة الفلاحة عن مدى مراقبتها لهذا النوع من الأعلاف، بينما تمت مراسلة المنظمة العالمية للتغذية من أجل التدخل في الموضوع. هذا وكان سكان منطقة أمزميز، قد أصيبوا بحزن كبير جراء نفوق أزيد من ألف دجاجة، وقد رافق حزنهم انتشار للرعب والهلع في صفوفهم بسبب جهلهم بأسباب نفوق الدجاج في بداية الأمر، في الوقت الذي أرجع فيه بعض سكان المنطقة، في حديث إلى «المساء»، فقدانهم لدجاجهم بالآلاف إلى موجة البرد القارس، التي ضربت هذه الأيام مراكش ونواحيها، قبل أن يؤكد أحد المتضررين أن سبب الكارثة راجع إلى نوعية العلف المقدم للدجاج.