حركة غير عادية شهدتها العاصمة الإدارية بعد الثامنة مساء، من أول أمس السبت، حيث كان رؤساء المناطق الأمنية الأربع بالرباط في الموعد، يرافقهم رؤساء الدوائر الأمنية ونوابهم، فيما توجه أغلب رجال الشرطة إلى مقرات عملهم، حيث كانت دوريات الأمن تنتظرهم للسهر على أمن المواطنين وبعد اقتراب منتصف الليل وتوديع سنة 2011 واستقبال سنة 2012، باشرت المصالح الأمنية حملاتها بمساعدة القوات المساعدة، حيث كان المتهمون بالسكر العلني على رأس قائمة الموقوفين بأحياء المدينة العتيقة ودوار الحاجة ويعقوب المنصور... إذ لم تمنعهم درجة الحرارة المنخفضة من إحداث الضوضاء وعرقلة السير، والخروج إلى الشارع لبيع المخدرات التي يزداد عليها الطلب. «فريكو» واحد من المواطنين البؤساء، يحمل هذا اللقب من قبل المصالح الأمنية، أراد أن يستقبل رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث كان متأثرا بتناول الخمور وأحدث فوضى بشارع السلام، فكانت دورية الأمن في الموعد، حيث أوقفته ووضعت الأصفاد الحديدية على يديه. وفيما لزمت بعض العائلات منازلها، حيث تتحفظ على الاحتفال برأس السنة الميلادية واكتفت بمتابعة السهرات الشعبية من داخل بيوتها، كانت تظهر بعد الثانية عشرة ليلا وجوه يبدو أنها أدمنت على تناول المخدرات والكحول، وكانت تتصيد فرصة رأس السنة الميلادية للخروج إلى الشارع. مع اقتراب الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، يتخذ بعض الممتهنين للاتجار في الممنوعات فرصة لهم في توفير قسط من المال، حيث يدمن الشباب على تناول الكحول والمخدرات تعبيرا عن الاحتفال برمزية السنة الميلادية. دورية أمنية كانت تمر بالقرب من حي «الباطمات»، وفجأة أثار انتباهها شاب تغير لون وجهه إثر اقتراب المصالح الأمنية منه، فتم توقيفه متلبسا بتوزيع المخدرات على المدمنين، وبعد تنقيط اسمه في الناظمة الإلكترونية تأكد أنه مبحوث عنه من قبل مصالح الأمن الإقليمي للصخيرات –تمارة، حيث تم الاحتفاظ به للاستماع إليه في محضر قانوني وإحالته على المحكمة الابتدائية لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقه بخصوص التهم التي ستوجه إليه من قبل النيابة العامة. عدد من الأحياء الراقية كانت موعدا للفتيات المدمنات على تناول المنشطات أو الراغبات في قضاء ليلة حمراء في وقت ترتفع فيه سومة جسد الجنس اللطيف، حيث أوقفت المصالح الأمنية بعضهن بالأحياء الراقية وحتى الشعبية. كانت دورية تمر بحي يعقوب المنصور وفجأة ضبطت فتاتين كانتا متأثرتين بتناول الكحول، حيث تم نقلهما إلى مركز الحراسة النظرية رفقة عدد من الموقوفين الآخرين، وظلت بعض الملاهي الليلية إلى ساعات متأخرة من الليل ملاذا للفتيات المتأثرات بالسكر، حيث كان أغلب هذه الملاهي مملوءا عن آخره، وبعد رفض السماح لهن بالدخول بحجة أن الأماكن محجوزة، كانت الفتيات الحسناوات هدفا للسكارى للتحرش بهن. بعد تناول الكحول وتأثيرها على المواطنين مع شدة برودة الطقس، يختار بعض المدمنين تصفية حساباتهم في رأس السنة الميلادية. في حي يعقوب المنصور بالرباط، تشابك مواطنان وتبادلا اللكمات والضرب والجرح، حيث جرى اعتقالهما متأثرين بالخمر الذي كان باديا عليهما، وهو ما دفع بالمصالح الأمنية إلى الاحتفاظ بهما قصد إنجاز محضر لهما وإحالتهما على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بداية الأسبوع الجاري. جل الموقوفين بالرباط ليلة السنة الميلادية، كانوا من المتهمين بالسكر العلني البين، وفي بعض الأحيان إحداث الضوضاء بالشارع العام، ووصل عدد الموقوفين الذين ضبطوا متأثرين بالكحول في الرباط إلى أكثر من 140 موقوفا ليلة أول أمس، سيحالون على العدالة بتهمة السكر العلني البين. لكن الموقوفين الذين ضبطوا في حالة تلبس بالاتجار في المخدرات أو السرقة أو إحداث الضوضاء أو تبادل الضرب والجرح... سيواجهون عقوبات حبسية وغرامة مالية في التهم التي ستوجه إليهم من قبل النيابة العامة.