رشق مواطنون مجموعة من المستشارين الجماعيين في بلدية سيدي يحيى الغرب بقنينات الماء واتهموهم بتلقي رشاوى وبالحصول على امتيازات، خلال الدورة الاستثنائية، التي انعقدت صباح أول أمس بمقر الجماعة، فيما نُقل عضو معارض إلى المستشفى بعد تعرضه لاعتداء اتُّهِم بارتكابه أحد أنصار رئيس المجلس البلدي وقد «انتفض» المواطنون، الذين حجوا بكثرة إلى مقر الجماعة لمتابعة أشغال هذه الدورة، بمجرد علمهم أن عددا من المنتخبين تحولوا، فجأة، إلى صف الأغلبية، التي يقودها الرئيس محمد لحسايني، حيث وجهوا لهم انتقادات لاذعة ووصفوهم ب»الأكباش»، كما شرعوا في ترديد شعارات تندد بمن أسموهم «المتلاعبين بأصوات المواطنين والخائنين للأمانة»، وهتفوا بعبارات من قبيل «هذا عار، هذا عار.. سيدي يحيى في خطر» و»سيدي يحيى يا النوارة، خَرْجو عليك الخونة».. ولم تسع قاعة الاجتماعات حشود المواطنين الذين زحفوا بالمئات إليها للاحتجاج على تردي أوضاع المدينة، خاصة القاطنين بدوار «الشانطي» العشوائي، الذين قرروا تصعيد وتيرة نضالاتهم إلى حين تلبية مطالبهم، حيث نظموا وقفة احتجاجية في عين المكان، إلى جانب بعض الفاعلين الحقوقيين وممثلي الوداديات السكنية، مطالبين بتنحي رئيس الجماعة، الملقب بالوجدي. وكان متوقعا أن تشتعل الاشتباكات من جديد بعد دخول أعضاء المعارضة على خط هذه المواجهات، والذين أبدوا تضامنهم مع المواطنين، معتبرين أن هذه الدورة غير قانونية، لعدم تحقيقها النصابَ المطلوب، وهو ما جعل القاعة تعيش على إيقاع أحداث خطيرة خلّفت خسائر مادية بعد تعرض عدد من مكاتب وكراسي قاعة الاجتماعات للإتلاف والتكسير. ووسط حراسة أمنية مشددة، غادر محمد لحسايني، رئيس البلدية، مقر الجماعة، بعدما استطاع نقل أشغال الدورة الاستثنائية إلى مكتبه، حيث جرى التصويت، في جلسة مغلقة وبإجماع الأعضاء الموالين له، على مشروع ميزانية السنة المقبلة وكذا على برمجة الفائض التقديري لنفس السنة، في حين تم الاتفاق على تأجيل باقي النقط الخمسة المدرجة في جدول أعمال الدورة، وهو ما اعتبرته المعارضة خرقا سافرا لبنود الميثاق الجماعي، وحمّل عضو منها باشا المدينة مسؤولية هذه التجاوزات.