هاجمت نبيلة منيب، المرشحة بقوة لخلافة محمد مجاهد على رأس حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بسيمة حقاوي، القيادية في حزب العدالة والتنمية، واتهمتها بالترويج لخطابات «تكرس الردة الديمقراطية»، مشيرة، في ندوة نظمتها جمعية طلبة الهندسة الزراعية مساء أول أمس الأربعاء بالرباط، إلى أن حقاوي صرحت بأنها مع تعدد الزوجات ومع تزويج فتاة بعمر 13 سنة. وقالت منيب إن «مثل هذا الخطاب، الذي يصدر عن قيادية في حزب يترأس الحكومة ومن المرتقب أن تكون وزيرة في الحكومة المقبلة، أمر خطير جدا ويهدد المكاسب الديمقراطية بالمغرب». كما هاجمت منيب نساء جماعة العدل والإحسان ووصفتهن ب«البهايم». وقالت في هذا السياق: «يكفي أن نسوق مثالا لنساء العدل والإحسان اللواتي يخرجن محاصرات داخل سياج في الشارع للتدليل على صحة هذا القول». وعزت منيب خروج العدل والإحسان من حركة 20 فبراير إلى عدم إيمان هذه الجماعة بالديمقراطية. من جهة أخرى، اعترف علي بوعبيد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن حزبه «باع الماتش في أمور كثيرة». وقال إن «هناك مسائل كثيرة تؤكد ما أقوله ولا يعرفها الرأي العام، ولذلك، فإنني أتحلى بالشجاعة السياسية لأفصح عن هذا الأمر، ولست كالذين يتكتمون عن ذلك». في سياق آخر، أكد القيادي المثير للجدل في حزب الاتحاد الاشتراكي أن حزب العدالة والتنمية «قفز» على نضالات حركة 20 فبراير «بعد تراجع الفكر التقدمي وبروز مد رجعي راديكالي في المجتمع المغربي، الذي لديه وجبة جاهزة لحل جميع المشاكل بالرغم من أنها كاذبة»، داعيا في الآن نفسه الأحزاب اليسارية إلى تشكيل قطب يساري قوي يستوعب كل الحساسيات اليسارية. وأضاف بوعبيد أنه «لابد من تجاوز بعض الاختلافات السياسية لتحقيق هذا المبتغى»، مبرزا أن تكوين حزب يساري قوي يجمع كل الأطياف لن يتأتى إلا ب«نقد ذاتي صارم للتجربة اليسارية بالمغرب، إذ أن مستقبل اليسار يرتبط باستفزاز الذات ومراجعة بعض المواقف وبعض السلوكات بكل تجرد»، مشيرا إلى أن «اليسار في صيغته الحالية ليس في مستوى الحدث كما وكيفا، حيث تراجع بشكل مخيف، الشيء الذي يستدعي منا طرح علامات الاستفهام حول الدواعي الحقيقية لهذا التراجع». ولم يتوان بوعبيد عن التأكيد على أن «الأحزاب اليسارية المغربية بحاجة إلى مراجعة هويتها الإيديولوجية اليسارية، والشيء الخطير الذي أفرزته الانتخابات الماضية هو أن التقدميين صوتوا لفائدة حزب العدالة والتنمية». وأقر علي بوعبيد في المنحى نفسه بأن «اليسار فقد تجذره في المجتمع، ففي الوقت الذي كنا في طليعة الأحزاب التقدمية التي ناضلت من أجل المغرب الديمرقراطي...لكن للأسف فقدنا كل هذا الرصيد النضالي، بعد صعود التيار الرجعي». وأوضح بوعبيد أنه بالرغم من أن حركة 20 فبراير استطاعت أن تخلق متنفسا جديدا للسياسية بالمغرب، فإنها لم تتمكن من خلخلة المشهد السياسي المغربي برمته بفعل عجزها عن تعبئة الجماهير، «ومن هنا يمكن أن نفهم الفرق الشاسع بين التنظير والواقع».