انتقد علي بوعبيد عضو المكتب السياسي، نخب وقيادة اليسار حينما تحدث عن وضع اليسار بالمغرب وآفاقه المستقبلية، مسجلا أن جل المداخلات التي تهم هذا الموضوع في العديد من اللقاءات، تبقى حبيسة الحديث عن تاريخ الحزب الذي تنتمي اليه هذه الفعالية، في حين أن الشق الذي يهم الوضع الذي أصبح عليه اليسار بالمغرب وكيف يمكن تحقيق جمع شتاته، والوصول لتكوين حزب اشتراكي كبير، لا ينال الحظ الكافي من النقاش انتقد علي بوعبيد عضو المكتب السياسي، نخب وقيادة اليسار حينما تحدث عن وضع اليسار بالمغرب وآفاقه المستقبلية، مسجلا أن جل المداخلات التي تهم هذا الموضوع في العديد من اللقاءات، تبقى حبيسة الحديث عن تاريخ الحزب الذي تنتمي اليه هذه الفعالية، في حين أن الشق الذي يهم الوضع الذي أصبح عليه اليسار بالمغرب وكيف يمكن تحقيق جمع شتاته، والوصول لتكوين حزب اشتراكي كبير، لا ينال الحظ الكافي من النقاش .ويبقى النقاش في هذا الجانب مجرد كلام فضفاض وعام. وأضاف علي بوعبيد في مداخلة له أثناء اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية لطلبة الهندسة القروية لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرية بالرباط، وبتنسيق مع «اتحاديو 20 فبراير» حول «اليسار ما بعد 25 نونبر»، أن الحديث عن اليسار لا يمكنه أن يتجنب الأسئلة المستفزة، كمساءلة الذات ومراجعة بعض المواقف والوضع الذي يوجد عليه، والإقرار بأن الواقع اليوم لليسار كحساسية وكعرض سياسي وكخطاب، ليس في مستوى الحدث، ولا يمكن أن نتقبل كيساريين هذا الوضع خاصة وأننا أصبحنا اليوم في عهد الخداع الديمقراطي ، التي أصبح فيها الجميع يتملك خطاب وقيم ومبادئ اليسار، ويدعي ثقافة حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية التي كانت حكرا على الحركة الوطنية. وأشار علي بوعبيد إلى أن تضحيات اليسار كبيرة بالمغرب والتاريخ يسجل ذلك. لقد كنا كيساريين في طليعة النضال وأفكار مغرب الغد، لكن هذا مع الأسف يجهله الشباب المغربي، والمفارقة الكبير يقول بوعبيد أن كل الأفكار والتراث النضالي ذهب من أيدينا. وأبرز عضو المكتب السياسي أمام مهندسي المستقبل في الهندسة القروية على أن هناك تراجعا للفكر التقدمي في العالم الذي له مبرراته وأسبابه العديدة، لكن الخطير في الأمر هو المد الرجعي الذي يطال المغرب خاصة داخل بعض الأصوات التقدمية، لافتا النظر في هذا السياق إلى أن اليسار لم يقم بعد بتحيين الإيديولوجية وبنفس المرجعية التقدمية. والمعطى الثاني الذي يشكل أحد أوجه أزمة اليسار المغربي، بالنسبة لبوعبيد هو التفاوت ما بين العرض السياسي لأحزاب اليسار وتطلعات عريضة لفئات واعية من الشعب المغربي كالشباب المؤهلين للانخراط في مشروع حداثي، فضلا عن أداة حزبية غير مؤهلة لاستقطاب هذه الفئات الاجتماعية الحاسمة في الصراع الديمقراطي. ومن جهتها أقرت نبيلة منيب عضو المجلس الوطني لحزب اليسار الاشتراكي الموحد في نفس اللقاء، أن اليسار المغربي لم يتمكن من أن يشكل قوة قادرة على التأثير في الساحة الوطنية، ولم يتملك بعد المبادرة السياسية، ومشددة على أن المغرب اليوم قد عرف نهاية مرحلة سياسية ودخل في مرحلة جديدة مطبوعة بخروج الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للمعارضة، مؤكدة على أن هذا الأخير بإمكانه أن يلعب دورا أساسيا وهاما في المعارضة. وعلى حد تعبير نبيلة مونيب، فإن الشعب المغربي اليوم قد أصبح ما بين أصولية الدولة وأصولية الشارع لذلك مطلوب من اليسار أن يراجع مواقفه، وأن يعمل على نهضة الفكر التقدمي وذلك باستيعاب المرحلة بذكاء، ومحاربة كل أنواع الفساد وإقرار الملكية البرلمانية. أما بالنسبة ليحيى مكتوب عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم الاشتراكية، فقد انتهز الفرصة للتعبير عن رفضه لقرار اللجنة المركزية الأخير لحزبه، والداعي للمشاركة في حكومة بنكيران، حيث اعتبر أن هذا قرار غير شرعي يخرق مقررات وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الذي حدد تحالفات الحزب، وأشار في هذا الصدد إلى أن القرار من شأنه أن يزيد في إضعاف اليسار وبث الغموض واللبس لدى المواطنين ، ولا يساعد البث على فرز المشاريع المجتمعية والأفكار السياسية لدى الأحزاب المغربية.