دخل العشرات من طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية في مراكش، منذ الأسبوع الماضي، في إضراب مفتوح، احتجاجا على «تهميشنا وعدم توفر عدد من الإمكانيات التي ما فتئنا نطالب بها إدارة المدرسة»، تقول طالبة في المدرسة، في تصريح ل« المساء». وقد طالب المحتجون، الذين اعتصموا وسط المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية رافعين شعارات منددة بما أسموه «الممارسات البئيسة للإدارة» بإنشاء جسر التواصل بين الإدارة والطلبة المهندسين، وهو الأمر الذي يجب أن يكون «طبيعيا ومتاحا في ظل الانفتاح والقيّم الجديدة، التي يعيشها العالم»، تضيف الطالبة المتحدثة، التي رفضت الكشف عن اسمها، خوفا مما أسمته «بطش» بعض الأطر الإدارية. كما طالب المتظاهرون بإطلاق المبادرة الإدارية بخصوص الطلبة الجدد الذين لم يتسلموا مِنَحَهم، كما لم يستفيدوا من مبادرة «إنجاز»، متسائلين عن مصير عدد كبير من التلاميذ الراسبين والمطرودين خلال كل السنوات الدراسية الماضية، مقارنة مع المدارس المماثلة للمدرسة الوطنية لعلوم التطبيقية في باقي المدن المغربية. «احترام الجدول الدوري من طرف الأساتذة واستعمال الزمن المعمول به».. ورد هذا المطلب في الملف المطلبي الذي وجهه التلاميذ إلى إدارة المدرسة، وهو ما اعتبرته تلميذة تحدثت إلى «المساء» أمرا مشروعا وحقا طبيعيا للتلاميذ، حفاظا على التوازن الدراسي والبرمجة التي من شأنها أن تربك استعدادات الدارسين. وقد اشتكى التلاميذ المحتجون في ساحة المدرسة «إلى حين تحقيق مطالبهم» من قلة القاعات المجهزة القادرة على استيعاب العدد الكبير من الوافدين الجدد سنويا، مطالبين بإعطاء الحق للتلاميذ في مراقبة أوراق التحرير والتعقيب على أي خطأ في التصحيح يمكن أن يحدث. كما دعا التلاميذ إدارة المؤسسة إلى تكوين لجنة من شأنها التقييم المنتظم لمردودية المدرسة. وأوضح أحد المعتصمين ل»المساء» أن هذه الخطوة الاحتجاجية غير المسبوقة ترمي إلى «المطالبة بأبسط الحقوق المشروعة والعادلة»، التي من المفروض أن توفرها إدارة المدرسة»، مشيرين إلى أن هذا الإضراب المفتوح قد سبقته طلبات مكتوبة، تعكس مشاكلهم ومطالباتهم، لكن «تجاهل الإدارة لها دفعنا إلى دق ناقوس الخطوة بالإضراب المفتوح»، يقول المتحدث نفسه. وقد أكد التلاميذ المضربون أنهم سيستمرون في احتجاجهم المتواصل والمفتوح، بعد أن تمكنوا من التغلب على هاجس التخويف والتهديد الممارَس من طرف بعض الأطر التعليمية والإدارية، بتهديديهم بإشهار ورقة الرسوب أو الطرد، في حالة ما لم يقوموا بالتراجع عن هذه الوقفة الاحتجاجية، مشيرين إلى أن العديد من التلاميذ حاولوا، عدة مرات، ربط جسر تواصل مع المعنيين بالأمر، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، من خلال رفض الإدارة.