قبل أسبوع على موعد مباراة «الديربي» التي ستجمعه السبت المقبل بفريق الرجاء البيضاوي في الدورة 14 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، سقط فريق الوداد الرياضي في «فخ» الهزيمة، وخسر بملعب الانبعاث أمام حسنية أكادير بهدف لصفر، ليتراجع بذلك إلى المركز الخامس في الترتيب، بفارق عشر نقاط عن المتصدر الفتح الرباطي الذي يملك في رصيده 30 نقطة. الهزيمة في كرة القدم واردة، والوداد كغيره من الفرق يمكن أن يسقط، تماما كما تسقط فرق كبيرة كريال مدريد وبرشلونة والأرسنال ومانشستر يونايتد. لكن الهزيمة الثانية للوداد هذا الموسم، هي حلقة إضافية في «مسلسل» التصدع الذي بدأ في الفريق منذ مدة، وجاءت لتؤكد أن الوداد الذي يتوفر على أفضل تشكيلة في البطولة «الاحترافية»، يسير في الاتجاه الخطأ. لقد دخل الوداد منافسات هذا الموسم بقوة، وخصوصا على الواجهة الإفريقية، إذ بلغ نهائي عصبة الأبطال، كما كان قريبا من الوصول لنهائي كأس العرش لولا خسارته بالضربات الترجيحية أمام المغرب الفاسي في الدور نصف النهائي. وفي البطولة بدا مع الانطلاقة أن الوداد سيغرد خارج السرب، وقد يحسم أمر اللقب مبكرا، خصوصا بعد أن توالت انتصاراته. لكن الفريق الذي كان يظهر بشكل قوي ومخيف لمنافسيه، سيدخل مرحلة أخرى مباشرة بعد خسارته لنهائي عصبة الأبطال أمام الترجي، فقد استعصى عليه الفوز واحتاج لما يقارب الشهرين ليحقق أول انتصار، وبدا كما لو أن الخسارة في عصبة الأبطال، هي بمثابة نهاية العالم للفريق، وليست فرصة لتجديد الدماء ولشكر اللاعبين والمدرب على عطائهم، من أجل الظهور بشكل أفضل في الاستحقاقات المقبلة. بدل أن يتم جمع شتات الفريق، حدث الانقسام، واشتعلت «حرب النجوم»، بين اللاعبين، فعدد منهم أصبح يرفض البقاء في كرسي الاحتياط ويطالبون باللعب بشكل أساسي. ما الذي جعل الوداد يضع نفسه في هذا «المأزق»، وبدل أن يمضي قدما فإنه يعاني؟ من الواضح أن من يتحمل مسؤولية ما يقع للوداد هم مسيروه، وليس طرفا آخر، فعندما يجد المدرب نفسه بدون حماية من المسيرين، فإن ذلك يشتت تركيزه ويؤثر على عمله، بل ويضع عليه ضغطا إضافيا. وعندما يعرف اللاعبون أن المدرب ليس الوحيد الذي يقرر في أمر التشكيلة التي ستخوض المباريات، فإن ذلك يدفعهم للمطالبة باللعب أساسيين. ولعل كثيرين يتساءلون، كيف أصبح يوسف القديوي أساسيا رغم أن المدرب لم يكن يضعه ضمن لائحة أساسييه، وكيف بات فابريس أونداما خارج القائمة، دون أن يشرح أي مسؤول حقيقة ما يقع لهذا اللاعب، وكيف وكيف.... الوداد يدفع اليوم، ثمن تهور مسيريه، وحساباتهم الصغيرة، وغياب رؤية حقيقية لتسيير الفريق، لذلك لن يكون مفاجئا غدا أن تتم التضحية برأس المدرب، قبل أن تعود حليمة إلى عادتها القديمة.