وجه العديد من سكان العيون شكايات إلى المجلس الحضري للمدينة يستنكرون من خلالها التدهور البيئي الناتج عن تكاثر النقط السوداء نتيجة استهتار القائمين على الشأن المحلي بهموم السكان، وعدم الاستجابة لمطالبهم بالتدخل من أجل الحد من معاناتهم مع انتشار الأزبال ونفايات الباعة المتجولين داخل بعض الأحياء الشعبية، خصوصا بعدما فاز رئيس المجلس البلدي بمقعد برلماني، وطار إلى الرباط من أجل مشاورات تشكيل الحكومة. وتشير تصريحات المواطنين إلى أنهم أصبحوا يعيشون وضعا مقلقا، بسبب انتشار الأزبال وعدم نقلها في الوقت المناسب، كما أصبحت هذه الحالة تؤرق ساكنة أحياء المدينة، ليبقى السؤال الذي يطرحه السكان: لماذا تراجع الاهتمام بالنظافة إلى هذه الدرجة؟ ويزيد انتشار الأزبال في تشويه المجال البيئي نتيجة لجوء السكان إلى رمي هذه الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض، حيث تصبح مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها، كما أن العديد من المطارح العشوائية الموجودة بالشوارع الرئيسية أضحت مرعى لقطعان الماعز التي تجوب أحياء المدينة، ناهيك عما يقوم به أشخاص تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الأماكن للبحث وسط أكوام الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام التي غالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهي كلها سلوكات سلبية تساهم في تشتيت وانتشار هذه الأزبال على مجال أوسع، وتتطلب من عمال النظافة وقتا أطول لجمعها، كما أن هذا الوضع يتسبب في خلق أرضية لانتشار الحشرات والذباب باختلاف أنواعها، والتي تهاجم بيوت المواطنين، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقلق راحة الساكنة وتصبح أكثر تأثيرا مع ارتفاع درجة الحرارة بالمدينة.