لا يعلم كثيرون أن قائمة المرشحين لجائزة نوبل، التي تشكل قمة ما يمكن لإنسان متفوق أن يصل إليه، ضمّت مغاربة نبغوا في مجالات عديدة. استطاع مجموعة من المغاربة أن يُدوّنوا أسماءهم في الكتاب الذهبي للعلوم والاختراعات إلى درجة أنهم أبهروا العالم بقدراتهم العلمية والفكرية. كانت هذه القدرات من بين الأسباب التي جعلت بعضهم يترشحون لجائزة نوبل، كما حدث مع الشاب المغربي عزيز بيهي، الذي تقدمت الدولة البريطانية بطلب ترشيحه لجائزة نوبل للطب برسم السنة الجارية. يتحدر عزيز من مدينة طنجة، وقد تم ترشيحه لجائزة نوبل بالجنسية البريطانية، بفضل اكتشافه، رفقة زميل له، علاجا لداء سرطان البروستات. ساهمت في اكتشاف بيهي هذا استفادته من دراسته في بريطانيا، التي فتحت له أبوابها للنجاح في الوقت الذي لم يستفد من ذلك في بلده، فاستطاع بذلك أن يحقق حلمه وحلم آلاف المرضى، الذين بفضل هذا الاكتشاف سيتمكّنون من الاستفادة من العلاج من هذا النوع من السرطانات. عزيز من مواليد 1967 في مدينة طنجة، درس، كباقي المغاربة، في مدارس المدينة العتيقة، وتمكّنَ من الحصول على الباكلوريا بامتياز. استمع عزيز إلى نصيحة احد أقاربه وشد الرحال إلى الاتحاد السوفيتي، حيث درس الطب هناك، مستفيدا من التطور الذي عرفتْه روسيا في تلك الفترة. وبعد حصول عزيز بيهي على شهادة مع رتبة الشرف في الطب -تخصُّص المسالك البولية، تم تعيينه رئيسَ قسمٍ في إحدى المستشفيات، كأول مغربي يحصل على هذه الوظيفة في الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت. بعد انتهاء هذه المرحلة، انتقل عزيز هذه المرة إلى بريطانيا، وبالضبط إلى مدينة ليفربول، حيث اجتهد وانكبّ على تأليف العديد من الكتب الخاصة بجراحة المسالك البولية والطرق الناجعة للتعامل مع الأمراض التي تصيبها، لتصبح كتبه من بين أهمّ المراجع التي يطالعها الطلاب في أبحاثهم على نيل الدكتوراه في التخصص المذكور. يعد عزيز بيهي، الذي يحمل الجنسيتين المغربية والبريطانية، من أبرز الأطباء في بريطانيا، فهو طبيب في المستشفى الملكي البريطاني وعضو نشيط في الرابطة الأوربية لجراحة المسالك البولية وعضو في منظمة «أطباء بلا حدود» وفي جمعية المسالك البولية في إنجلترا، كما يحمل العديد من براءات الاختراع في ميدانه، وهو كذلك رئيس جراحة المسالك البولية في مدينة ليفربول وفي الشمال الغربي لإنجلترا، كما يعمل أستاذا في كلية الطب في ليفربول وباحثا في مجال سرطان المسالك البولية، الذي أصبح هاجسا يُؤرّق الأطباء والمرضى، على حد سواء، في العشرية الأخيرة، وهو ما جعل التقدم العلمي يعتبر أبحاث عزيز بيهي من بين أهم الأبحاث المنجَزة في ال70 سنة الأخيرة في مجال علاج سرطان البروستات عند الرجال. استطاع ابن طنجة أن يكتشف علاجا فعّالا لسرطان البروستات، بعد أبحاث دامت سنوات طويلة. ويساعد العلاج الجديد على إيقاف الهرمونات المنشطة لهذا السرطان، حيث استطاع علاج %80 من الحالات التي تمت تجربة الدواء عليها، في حين تأمُل مؤسسة أبحاث السرطان العالمية أن يتوفر هذا العلاج على شكل أقراص بسيطة في متناوَل الجميع خلال العامين القادمين، بينما يتم حاليا اختبار الدواء على 1200 مريض عبر العالم. ويفتح هذا الدواء الجديد الباب أمام الحالات المستعصية من سرطان البروستات أملا جديدا، كما أن تعاطي هذا الدواء قد يكون مفيدا في علاج أنواع أخرى من السرطان، كسرطان الثدي.