أقدم متظاهرون يقطنون بمنطقة «أولاد بورحمة» التابعة لجماعة »عامر السفلية« أحواز القنيطرة، صباح أول أمس، على احتلال الطريق الوطنية الرئيسية الرابطة بين مدينتي القنيطرة وسيدي يحيى الغرب، للتنديد بالطرق «المشبوهة» التي تفوت بها أراضي الجموع، و«استحواذ» عائلات معروفة بنفوذها السياسي والمالي على خيرات وثروات المنطقة دون أن تطالها مسطرة المحاسبة والعقاب، على حد قولهم. وسار المحتجون، المؤازرون بأعضاء الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، مسافة 5 كيلومترات مشيا على الأقدام، وهم يرددون شعارات مناوئة لمن أسموهم «اللوبيات الفاسدة التي تنهب أراضي الجماعات السلالية»، ومنددة بالتواطؤ المفضوح للنواب في النهب الذي تتعرض له ممتلكات ذوي الحقوق، وطالبوا في هذا الإطار بالإفصاح عن السعر الحقيقي الذي فوتت به المنطقة الصناعية التي دشنها ملك البلاد، ودعوا إلى مراجعة التعويضات المسلمة إليهم، والكشف عن لوائح المستفيدين من مستحقات هذه العملية. وتعطلت حركة السير بالطريق المذكورة لمدة تزيد عن الساعة بسبب هذه المسيرة، حيث شوهد طابور من السيارات والشاحنات وصل طوله إلى ما يفوق الكيلومتر، وهو ما دفع السلطات إلى الاستعانة بالقوات العمومية، المشكلة من عناصر القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي، لفك الاختناق المروري وتفادي حصول أي انفلات أمني. وكادت هذه الاحتجاجات أن تتحول إلى مواجهات مباشرة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، بعدما حاول العشرات من السلاليين اقتحام المنطقة الصناعية، وقيام بعضهم برشق عناصر الأمن بالحجارة، ولولا تدخل قياديي المنظمة الحقوقية المذكورة للحفاظ على سلمية الاحتجاج لتطورت الأمور إلى اشتباكات بين الجانبين، حيث انفضت الوقفة دون تسجيل أي إصابات أو اعتقالات. ودعا ادريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في كلمة ألقاها خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمت في عين المكان، أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى الالتفات إلى مشاكل الساكنة، وفتح باب حوار جدي ومسؤول مع المحتجين، معلنا شجبه للامبالاة السلطات المحلية وتسترها على خروقات النواب وذوي المال والنفوذ بالمنطقة، كما أعرب عن تضامنه المطلق مع العمال المطرودين من الشركات، التي قال إنها تشغلهم في ظروف لاإنسانية بالمنطقة الصناعية الحرة، وتنتهك مدونة الشغل أمام صمت الجهات المسؤولة، حسب تعبيره.