أقدم المئات من السلاليين، في مطلع الأسبوع الجاري، على قطع الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينتي القنيطرة وسيدي يحيى الغرب، احتجاجا على تأخر السلطات في منحهم ما تبقى من مستحقاتهم عن تفويت أرض جماعية تابعة لهم لفائدة تشييد المنطقة الحرة الصناعية الأطلسية في جماعة «أولاد بورحمة»، قيادة «عامر السفلية» في إقليمالقنيطرة. وقد استهل المتظاهرون احتجاجاتهم، التي دعت إلى خوضها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، بوقفة تندد بتماطل المسؤولين في صرف التعويضات المتبقية، الخاصة بذوي الحقوق، وتشجب عدم تنفيذ الوعود السابقة التي قُدمت لهم وإخلال الجهات المعنية بالتزاماتها وتعهداتها وإغلاقها باب الحوار ومحاولة «استثمار» المشكل القائم لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة في المنطقة. ولجأ المحتجون، الذين ينتمي أغلبهم إلى الهيئة الحقوقية نفسها، إلى تنظيم مسيرة سلمية في اتجاه المنطقة الصناعية، شلت حركة السير، بصفة مؤقتة، وأجبرت العديد من سائقي السيارات والحافلات على تغيير الاتجاه، وهو ما استدعى تدخل رجال الدرك، التابعين للقيادة الجهوية، الذين اكتفوا بتنظيم المرور ومراقبة الوضع عن كثب، دون أي تدخل لفض هذه الحركة الاحتجاجية. وقد ردد السلاليون البورحماويون شعارات تنتقد نهج السلطات سياسة التسويف إزاء ملفهم المطلبي وقالوا إن بعض مسؤوليها يقدمون وعودا زائفة لامتصاص الجو المشحون الذي يسود في أوساط أبناء المنطقة نتيجة التأخر في تسوية الوضعية المالية لأرض الجماعة، البالغة مساحتها حوالي 345 هكتارا، والتي اختيرت لاحتضان أحد أكبر التجمعات الصناعية في المغرب، متسائلين، باستغراب شديد، عن السر وراء تأخير صرف المستحقات، رغم الأموال المرصودة لهذا المشروع الضخم. واستنكر ادريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في تصريح ل»المساء»، محاولة جهات تنتمي إلى الداخلية استغلال المطالب المشروعة للسلاليين لحسابات سياسية ضيقية تروم خدمة مصالح حزب الأصالة والمعاصرة في المنطقة، وكشف أن أعضاء الرابطة تفاجؤوا، في جلسة حوار سابقة مع قائد قيادة «عامر السفلية»، باستدعاء منتخبين من «البام» لحضورها ومحاولة إبرازهم ك»منقذين» وأصحاب القرار في هذا الملف، وهو ما أدى إلى نشوب مشادات ومصادمات كلامية انتهت بتنظيم المحتجين اعتصاماً لم ينته إلا بتدخل من أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن.