يشرع قاضي التحقيق في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا، اليوم الأربعاء، في التحقيق التفصيلي مع عنصر خطير ضمن شبكة إجرامية، روعت مدينة تمارة في شهر شتنبر الماضي وتمكنت من سرقة أكثر من أربع سيارات فارهة وحاولت ذبح دركي في محطة طرقية في مدينة تمارة. وأحالت المصالح الأمنية موقوفا على المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، بعد ذكر أوصافه من قبل المتهم الذي يتابع بملحقة محكمة الاستئناف، ولازالت عناصر الأمن والدرك تبحث عن ثلاثة من شركاء الموقوف في الملف. وقد بدأت أولى فصول الملف حينما ترجل أفراد العصابة، ذات صباح باكر من الشهر الماضي، من سيارة «فيات بونتو» مسروقة وداهموا دركيا (ع. ب) في إحدى المحطات الطرقية في تمارة، وحاولوا ذبحه بسكين من الحجم الكبير، فلم ينجحوا في ذلك بفعل مقاومته ومواجهته لهم بالقوة، لكنه أصيب أثناء تلك المواجهة في عينه اليُسرى إصابات بليغة وفي أماكن أخرى من جسده؛ وتمكنت العصابة من سلبه بطاقتَه المهنية الخاصة بالدرك الملكي وثلاث بطائق ائتمان بنكية وهاتفا محمولا ومبلغا ماليا قدره 600 درهم وبطاقة التعريف الوطنية، حاصة أن الدركي كان لا يتوفر على سلاحه الناري لحظة تعرضه لهجوم أفراد العصابة. وفي سياق متصل، هاجم أفراد العصابة سيارة فارهة لمهاجر مغربي يقيم في إيطاليا، وتمكنوا من سلبه سيارة من نوع «أودي» بعدما هدّدوه بنحره بسلاح، كما سلبوه هاتفه المحمول وجوازَ السياقة الإيطالي ومَبالغ مالية. وتوجّهت العصابة إلى شاطئ مدينة تمارة، وهناك هاجم أفرادها شخصا آخر وهو على متن سيارته، حيث وضعوا سكينا كبير الحجم على عنقه وأجبروه، في عملية «اختطاف»، على التوجه إلى ضواحي «وادي إيكم»، القريب من مدينة الصخيرات، وهناك سلبوه بالقوة سيارتَه، وهي من نوع «هيونداي»، وتركوه «مرميا» في الخلاء. وأضافت المصادر ذاتها أن العصابة باغتت مواطنا كان يتحدث في الهاتف داخل سيارته، وتمكن أفرادُها، بعد أن شلّوا حركته ورشّوا عينيه بغاز مسيل للدموع أصبح معه عاجزا عن الرؤية، من سرقة سيارته وهي من نوع «مرسيدس 190» وسرقة هاتف محمول ومبالغ مالية. وفي السياق ذاته، هاجم أفراد العصابة شخصا رابعا كان متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، ولم يكتفوا بسلبه سيارته بل اعتدوا عليه، قبل أن يلوذوا بالفرار. وحسب المعلومات التي استقتها «المساء» من مصادرها، فقد توجَّه الضحايا إلى مصالح أمن الدائرتين الرابعة والخامسة في تمارة لتقديم شكاوى والمطالبة بإلقاء القبض على الجناة، فانتقلت شخصيات أمنية من مدينة الرباط إلى تمارة للوقوف على مجريات الأحداث، وتم عقد لقاء مع المخبرين وحرّاس العمارات، وتم توزيع أرقام هواتف المسؤولين عليهم من أجل الاتصال بهم حالما تتوفر لديهم معلومات عن المجرمين. وقد تمكنت الشرطة القضائية في مدينة تمارة من اعتقال ظنين لديه أربع سوابق قضائية، وتم استدعاء الدركي المعتدى عليه وأصحاب السيارات المسلوبة، فتعرّفوا عليه بسهولة، وتمكنت المصالح الأمنية من تحديد أوصاف رئيس العصابة، الملقَب ب«ولد الشوافة»، كما حدّدت أوصاف مبحوث عنهما آخَرَيْن، ويتعلق الأمر بكل من الملقب ب«شعيبة» وفتاة تنشط ضمن هذه العصابة الإجرامية. وتوصلت مصالح الشرطة القضائية في تمارة، الشهر الماضي، بإخبارية من مصالح الدرك الملكي في تحناوت، ضواحي مراكش، تخبر فيها بحجز سيارة مسروقة من نوع «مرسيدس 190»، وحررت المصالح الأمنية مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق المبحوث عنهم في هذه الأعمال الإجرامية. وفي موضوع ذي صلة، حجزت الشرطة القضائية في تمارة، بتنسيق مع نظيرتها في الرباط، سيارة مسروقة من نوع «فيات بونتو»، تخلى عنها الجناة بعد ارتكابهم حادثة سير، أصابوا إثرها ثلاث سيارات أخرى بخسائر مادية. وقد أحالت الشرطة القضائية في تمارة على الوكيل العام للملك في الرباط عنصر الشبكة المقبوض عليه بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة وحيازة أسلحة والضرب والجرح الخطيرين، وتم إيداعه السجن المحلي في سلا.