علمت «المساء»، من مصادر موثوقة، أن مدينة تمارة عاشت، قبل أيام، رعباً غيرَ مسبوقا في تاريخها، بعدما تمكّنت عصابة إجرامية خطيرة من «اختطاف» أربع سيارات فارهة من أصحابها باستعمال أسلحة وغاز مسيل للدموع. وذكرت المصادر ذاتها أن أفراد العصابة، وضمنهم فتاة، ترجّلوا من سيارة «فيات بونتو» مسروقة وداهموا دركيا (ع. ب.) في إحدى المحطات الطرقية في تمارة، وحاولوا ذبحه بسكين طويل الحجم، وبعد مواجهته لهم بالقوة، أصيب في عينه اليُسرى إصابات بليغة وفي أطراف أخرى من جسده. وقد تمكّنت العصابة من سلب بطاقته المهنية الخاصة بالدرك الملكي وثلاث بطائق ائتمان بنكية وهاتفا محمولا ومبلغا ماليا قدره 600 درهم وبطاقة التعريف الوطنية، إذ لم يكن الدركي يتوفر على سلاحه الناري لحظة مهاجمته من أفراد العصابة. وفي سياق متّصل، هاجم أفراد العصابة سيارة فارهة لمهاجر مغربي يقيم في إيطاليا وتمكّنت من سلبه سيارة من نوع «أودي»، بعدما هدّدوه بنحره بسلاح، وسلبوه كذلك هاتفه المحمول وجوازَ سياقة إيطاليا ومَبالغ مالية. وقد توجّهت عناصر العصابة إلى شاطئ مدينة تمارة، وهناك هاجموا شخصا آخر كان على متن سيارته، حيث وضعوا سكينا كبير الحجم على عنقه، و«اختطفوه» إلى ضواحي «وادي إيكم»، القريب من مدينة الصخيرات، وهناك سلبوه، بالقوة، سيارته، وهي من نوع «هيونداي»، وتركوه «مرميا» في الخلاء. وزادت المصادر ذاتها أن العصابة داهمت مواطنا كان يتحدث في الهاتف داخل سيارته وتمكّن أفرادُها من شلّ حركته عن طريق رشّه بغاز مسيل للدموع، وتم اختطاف سيارته من نوع «مرسيدس 190» وهاتف محمول ومبالغ مالية، بعدما صار عاجزا عن الرؤية، متأثرا بالغاز. وفي السياق ذاته، هاجم أفراد العصابة شخصا رابعا كان متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر وتمكّنت من سلبه سيارتَه والاعتداء عليه، رغم تدخل المصلّين، إذ لاذ الجناة بالفرار. وحسب المعلومات التي استقتها «المساء» من مصادرها، توجَّه الضحايا إلى مصالح أمن الدائرتين الرابعة والخامسة في تمارة، وكلفت هذه العصابة شخصيات أمنية للانتقال من مدينة الرباط إلى تمارة للوقوف على مجريات الأحداث، إذ تم عقد لقاء مع المخبرين وحرّاس العمارات، وتم توزيع أرقام هواتف المسؤولين عليهم، بغية التوصل إلى أوصاف المجرمين. وقد تمكّنت الشرطة القضائية في مدينة تمارة من اعتقال ظنين لديه أربع سوابق قضائية وتم استدعاء الدركي وأصحاب السيارات، إذ تعرّفوا عليه بسهولة، وتمكّنت المصالح الأمنية من تحديد أوصاف رئيس العصابة، الملقَّب ب«ولد الشوافة»، كما حدّدت أوصاف مبحوثين عنهما آخَرَيْن، ضمنهما الملقب ب«شعيبة» وفتاة ضمن العصابة. وتوصلت مصالح الشرطة القضائية في تمارة، في الأسبوع الماضي، بإخبارية من مصالح الدرك الملكي في تحناوت، ضواحي مراكش، تخبر فيها بحجز سيارة مسروقة من نوع «مرسيدس 190»، وحررت المصالح الأمنية مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق المبحوث عنهم في هذه الأعمال الإجرامية. وفي موضوع ذي صلة، حجزت الشرطة القضائية في تمارة، بتنسيق مع نظيرتها في الرباط، سيارة مسروقة من نوع «فيات بونتو»، إذ تركها الجناة بعد ارتكابهم حادثة سير، وإصابتهم ثلاث سيارات أخرى بخسائر مادية. وقد حاولت «المساء» الاتصال بأكثر من مسؤول أمني وحاولت بعض الجهات التكتم عن حيثيات هذه الوقائع، خوفا من إثارة «البلبلة» بين السكان، خصوصا أن ثلاثة مشتبَه فيهم ما يزالون في حالة فرار ويُشكّلون تهديدا لحياة المواطنين. وقد أحالت الشرطة القضائية في تمارة على الوكيل العام للملك في الرباط أحدَ عناصر الشبكة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة وحيازة أسلحة والضرب والجرح الخطيرين، وأحيل من قِبَل ممثل النيابة العامة على قاضي التحقيق.