لفظت المرأة، التي رقدت في غيبوبة طويلة في المستشفى الإقليمي لتيزنيت، أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الجامعي «ابن طفيل» في مراكش، بعد أشهر من إجرائها عملية قيصرية بتيزنيت أسفرت عن وضع مولودها الأول، ولم تقو بعدها على الحركة واسترجاع الوعي. وفي تطور لافت مرتبط بالقضية، رفض زوج الضحية تسلم جثة زوجته إلا بعد إجراء تشريح طبي يكشف أسباب الوفاة. وفي السياق ذاته، نَصَّبَتْ منظمة «إزرفان» بمدينة تيزنيت نفسها طرفا مدنيا في هذه القضية، وطالبت في المراسلة الموجهة إلى وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، بفتح تحقيق قضائي في أسباب الوفاة، وقالت في المراسلة التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إن «الضحية (ن. الكوراري) بدأت حالتها الصحية تتدهور بعد أن دخلت في غيبوبة منذ اليوم الأول من شهر غشت المنصرم»، مضيفة أن طلب المؤازرة الذي تقدم به الزوج للمنظمة يفيد بأن هذا الأخير «تلقى من مصالح المستشفى، ما يفيد أن ما تعانيه زوجته كان نتيجة جرعة زائدة في التخدير المواكب للعملية التي خضعت لها قبيل الوضع، وهو ما يعني – حسب منظمة إزرفان أن هناك خطأ طبيا جسيما من قبل الجهات الطبية المشرفة على العملية». من جهته، أوضح العربي الهموز، زوج الضحية، في طلب المؤازرة الموجه إلى المنظمة الحقوقية الأمازيغية، أن زوجته ترقد في مصلحة العناية المركزة في مستشفى الحسن الأول بتيزنيت منذ فاتح غشت من السنة الجارية، أي منذ تاريخ وضعها مولودا ذكرا عن طريق عملية قيصرية، دخلت على إثرها في حالة غيبوبة دائمة»، موضحا أنه «لم يتلق أي رد مقنع بخصوص حالتها الصحية، رغم الاتصالات والزيارات التي قام بها في هذا الصدد»، مؤكدا أنه يعيش في «حيرة وقلق جراء هذا الأمر، خاصة أن الزوجة خلفت له صبيا لا حول له ولا قوة»، ملتمسا من وزارة الصحة والمنظمات الحقوقية القيام بجميع الإجراءات الضرورية لمساندته في محنته، عبر التدخل لدى إدارة المستشفى لمعرفة ملابسات القضية. وفي اتصال مع «المساء» شدد المتضرر على ضرورة كشف الهيئات الطبية بالمستشفى الجامعي بمراكش أسباب الوفاة قبل اتخاذ قرار بدفنها في مسقط رأسها بإقليم تيزنيت. وكان المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتيزنيت، قد نفى أي علاقة للعملية القيصرية التي خضعت لها المريضة بحالة الغيبوبة التي عاشتها بالمستشفى الإقليمي منذ أربعة أشهر، مؤكدا في الآن نفسه أن هذه من الحالات النادرة التي تحدُثُ على مستوى العالم»، كما نفى جميع الاتهامات بالإهمال والتقصير التي أُطلِقت في حق المستشفى، قائلا إن «العناية الطبية التي استفادت منها المريضة في قسم الإنعاش هي التي ساهمت في إبقائها على قيد الحياة طيلة المدة المذكورة»، وفي السياق ذاته، علمت «المساء» أن مندوبية الصحة تكلفت بمصاريف نقل المريضة قبل وفاتها إلى مستشفى مراكش، كما أبدت استعدادها للتكلف بمصاريف نقلها إلى مسقط رأسها بغية الدفن، في إطار المساعدة الاجتماعية التي تقدمها لمثل هذه الحالات. يذكر أن المتوفية (ن. الكوراري) ازدادت سنة 1981 بدوار «أكني إكدمان» بجماعة آيت وافقا بتيزنيت، وتقطن بعد زواجها بجماعة «تيغمي» بدائرة أنزي بإقليم تيزنيت، رفقة زوجها الذي يشتغل فخارا بالمنطقة، قبل أن ينقطع عن العمل للأسباب المذكورة.