لازالت ردود الأفعال المستنكرة و المكالمات و المتابعات تتوارد على "تيزبريس" بخصوص قضية المرأة التي دخلت مستشفى الحسن الأول بتيزنيت للولادة وبقيت في غيبوبة منذ أربعة أشهر، و لمزيد من إضفاء الضوء على هذا الملف الإنساني، نورد هذه المقالة للزميل الشيخ بلا بجريدة المساء. "لم تكن (ن. الكوراري) المزدادة سنة 1981 بدوار "أكني إكدمان" بجماعة آيت وافقا بتيزنيت، تدري بأن قدومها للولادة بالمستشفى الإقليميلتيزنيت، سيتسبب لها في غيبوبة شاملة لا تقوى معها... على الحركة وإدراك المحيط، بعد عملية قيصرية سهلت مأمورية الولادة، دون أن تستفيق هي من التخدير الذي أجري لها قبل العملية، وهو ما عقد وضعها الصحي، وعقّد حياة عائلتها التي تحملت أعباء إضافية لم تكن في الحسبان. وفي هذا السياق، قال العربي الهموز، زوج المريضة، إن زوجته ترقد بمصلحة العناية المركزة بمستشفى الحسن الأول بتيزنيت منذ فاتح غشت من السنة الجارية، أي منذ تاريخ وضعها لمولود ذكر عن طريق عملية قيصرية، أصبحت على إثرها في حالة غيبوبة دائمة"، مضيفا في طلب المؤازرة الموجه لبعض الجمعيات الحقوقية أنه "لم يتلق أي جواب أو رد مقنع بخصوص حالتها الصحية"، رغم الاتصالات والزيارات التي قام بها في هذا الصدد، ومؤكدا على أنه يعيش في "حيرة وقلق جراء هذا الأمر، خاصة وأن الزوجة خلفت له صبيا لا حول له ولا قوة، وهو في أمس الحاجة إليها"، واستطرد الهموز قائلا إن "حالتي المادية ضعيفة، باعتباري عاملا في حرفة الفخار، وأشتغل لدى أحد الحرفيين كعامل مياوم، وقد انقطعت عن العمل بسبب ما تعرضت له زوجتي، التي لا تقوى على الحركة، ولا أفارقها إلا قليلا، بل وأقوم بكل شؤونها، والمسؤولون يلحون على إخراج زوجتي من المستشفى دون أن تتماثل للشفاء". والتمس الهموز من وزارة الصحة المنظمات الحقوقية القيام بجميع الإجراءات الضرورية لمساندته في محنته، عبر التدخل لدى إدارة المستشفى لمعرف ملابسات القضية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما وجه المعني طلب مقابلة لعامل إقليمتيزنيت، يشير فيه إلى أن "المسؤولين بالمستشفى لم يقوموا بأي إجراء لإنقاذ زوجتي التي تتدهور صحتها يوما بعد يوم، رغم أن المسؤولية تقع عليهم فيما حصل لزوجتي بسبب عملية التخدير، حسب ما قيل لي في المستشفى – يقول الزوج- ويقتضي علاجها نقلها إلى مستشفى اختصاصي بالدار البيضاء. وفي لقاء معه، أوضح بأنه عانى كثيرا من جراء هذه القضية، التي لم تكن متوقعة بالنسبة إليه على الإطلاق، كما تضاعفت أعباؤه المادية، خاصة وأن والده يعاني منذ خمسة عشر من مرض يحول توفره على شروط الأهلية، كما تشير إلى ذلك وثيقة اللفيف الصادرة عن قسم التوثيق التابع لمكتب أنزي بابتدائية تيزنيت. وتعليقا على الوضع الصحي للمريضة، نفى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتيزنيت، أن تكون للعملية القيصرية التي خضعت لها المعنية أية علاقة بحالة الغيبوبة التي تعيشها منذ أربعة أشهر، مؤكدا في الآن نفسه أن مثل هذه الوضعية تصنف ضمن الحالات الناذرة على مستوى العالم، وأن السبب فيها قد يكون ناتجا عن مضاعفات التخدير، كما قد يكون ناتجا عن سبب آخر غير معروف"، مضيفا في تصريح "للمساء" أن جميع الأمور الطبية من اختصاص الطبيب المعالج، والإدارة يقتصر دورها على تسهيل مأمورية الجميع، وتوفير النقل وغيره من المساعدات الممكنة للمريضة وأسرتها"، وأشار أن المريضة التي تتواجد حاليا بالمستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش "تعذر نقلها في الشهور الأولى من المرض خوفا من مضاعفات جانبية قد تلحقها، مؤكدا أنه على اتصال دائم بنظيره بمراكش، من أجل مواكبة حالتها الصحية، وأن العناية الطبية التي استفادت منها في قسم الإنعاش هي التي ساهمت في إبقائها على قيد الحياة، وهذا ما يفند أي ادعاء بالإهمال". تيزنيت - المساء محمد الشيخ بلا