بدا الكونغولي فابريس أونداما، حزينا وهو يحل أول أمس الأربعاء، بملعب بنجلون ليخوض تداريبه الانفرادية، إذ فوجئ بغياب المكلف بالأمتعة، الذي يسلمه عادة أغراضه. فابريس بدا وهو يتحدث ل»المساء»، كمن يعاني في صمت، وقال بنبرة حزينة:»إنني أقضي آخر أيامي مع الوداد، كنت أرغب في أن تكون الخاتمة أفضل، لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه». أونداما منذ أن التحق بفريق الوداد، اتضح أنه يملك مؤهلات كبيرة، وأنه سيكون له شأن كبير، لذلك سرعان ما أنسى الوداديين في زميله لايس مويتيس الذي كان قد غادر الفريق صوب بلغاريا، قبل أن يعود إليه مرة أخرى. في منافسات عصبة الأبطال وفي الدوري الوطني، وفي كأس العرش، كان فابريس الرقم الصعب في الوداد، إذ كان يربك المدافعين، وعندما يواجه الفريق «الأحمر» الاستعصاء، فإنه كان يأتي بالحل، بتحركاته وحسن تموضعه وسرعته الكبيرة، لذلك أصبح اسمه على لسان كل ودادي، إذ ظلت الجماهير تتغنى به، وتعتبره واحدا من صناع «الفرح» في الوداد، كما أن اللاعب سواء في تصريحاته أو في علاقته بالجمهور كان يظهر حبا جارفا للوداد. لكن علاقة فابريس بالفريق «الأحمر» سرعان ما انقلبت، فاللاعب بعدما ما رفض تجديد عقده مع الفريق، وبحث عن شروط مادية أفضل، لم يتردد الرئيس عبد الإله أكرم في إعطاء أوامره لإلحاق اللاعب بفئة الأمل عقابا له على رفضه تمديد العقد. ليس فابريس أول لاعب في الوداد يجد نفسه في «الثلاجة» لأنه رفض تمديد عقده، لقد سبقه إلى ذلك مجموعة من اللاعبين، فنادر لمياغري لم يتردد أكرم في الاستغناء عنه، وانضم إلى الجيش الملكي، قبل أن يتم فسخ عقده ويعود إلى الوداد بضربة حظ، علما أن لمياغري هو الحارس الأول اليوم بالمغرب، بل وفي القارة الإفريقية. ما يحدث لفابريس أونداما يكشف أن عقلية المسير المغربي، هاوية، فهو يريد أن يجعل من اللاعب عبدا له، لا يعطيه حقوقه، وإذا ما أراد أن يغير الأجواء ويبحث لنفسه عن وجهة احترافية جديدة تتم معاقبته. أية رسالة هاته التي يقدمها مسؤولو الوداد للاعبيهم؟ وكيف سيقنعون غدا لاعبين آخرين بالانضمام إلى الفريق؟ إن تدبير أمور فريق لكرة القدم، لا يكون بالتسلط، وبالتعامل مع اللاعب على أنه قاصر، بل بتوفير شروط مريحة، وباحترام العقود، لأنها هي الفيصل بين الفريق واللاعب. للأسف بعض المسيرين، بدل أن يدافعوا عن قيم الرياضة، وأن يودعوا لاعبيهم الذين انتهت عقودهم، بما يليق بهم، فإنهم يتركون في قلوبهم جروحا لا تندمل، علما أن هذا المسير لا يدير ضيعة في ملكيته، بل فريقا كبيرا بتاريخه وجمهوره، للأسف، بعض المسيرين لا يدركون كم أنهم بتصرفاتهم غير المحسوبة، يخدشون صورة فرق كبرى، وبينها الوداد بطبيعة الحال. والخلاصة الله يهدي ما خلق.