استقبل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، يوم السبت الماضي، وفدا قطريا يضم الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الدولي الإسلامي, ونائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وعضو مجلس الإدارة والمنسق العام للشركة الإسلامية القطرية للتأمين وعضو مجلس الإدارة والمنسق العام لشركة إزدان العقارية، حيث تم بحث إمكانية إنشاء بنك إسلامي وشركة إسلامية للتأمين في المغرب. وخلال اجتماع المسؤولين القطريين مع رئيس الحكومة، طرح الشيخ آل ثاني فكرة إنشاء بنك إسلامي وشركة إسلامية للتأمين في المغرب كتجربة رائدة ستعود بالنفع على المواطنين المغاربة الذين سيملكون 51 في المائة من أسهم المؤسسة البنكية، فيما سيساهم القطريون بنسبة 49 في المائة. وأضاف رئيس مجلس إدارة بنك قطر الدولي الإسلامي، الذي التقى أيضا الأمير مولاي رشيد، أن «من شأن هذا الاستثمار أن يُقدِّم خدمات مصرفية ومالية رفيعة المستوى إلى المساهمين المغاربة، ويؤسس لتجربة ستعطي مصداقية أكبر للمصارف الإسلامية، خاصة وأن المواطنين المغاربة يتطلعون إلى مثل هذه المشاريع في مجال المعاملات الإسلامية». وعلمت المساء بأن عبد الإله بنكيران كان متحمسا للمشروع وقال لمسؤولي الوفد القطري «إن مشروعا من هذا القبيل سيخدم، دون أدنى شك، مصالح المساهمين المغاربة وسيسهل معاملاتهم المصرفية ويلبي مختلف حاجياتهم». وتعليقا على زيارة الوفد القطري، قال محمد نجيب بوليف، القيادي في حزب العدالة والتنمية: «أكيد أن حزب العدالة والتنمية، إلى جانب الشركاء الآخرين في الحكومة الحالية، سيحسم في ملف التمويلات الإسلامية». وأضاف المصدر ذاته، في تصريح استقته «المساء»: «ملف إنشاء البنوك الإسلامية في المغرب سيجد طريقه إلى الحل، لأنه ملف رئيسي بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، باعتبار أننا كنا ندعو دائما في المعارضة إلى فتح الملف، لضمان تنافسية حقيقة ولكي يكون هناك التزام واضح تجاه المواطنين المغاربة باعتبار أن جزءا كبيرا منهم لا يريد الحلول التجارية الحالية التي تقدمها البنوك؛ وبالتالي ففي إطار ديمقراطية الاختيار، سيدفع الحزب بمحاولة تأسيس بنوك إسلامية، وحتى الفاعلون الذين كان لديهم نوع من الاعتراض أو عدم وضوح الرؤية، تغير الأمر بالنسبة إليهم، وأتكلم هنا عن والي بنك المغرب الذي صار يتكلم بإيجابية ومن المنتظر أن ينظم خلال دجنبر الحالي يوما دراسيا تكوينيا لفائدة العاملين في القطاع البنكي للتعرف على التمويلات الإسلامية، وهناك أيضا المدير العام للمركز المالي للدار البيضاء الذي تحدث عن كون هذه التمويلات هي إيجابية بالنسبة إلى البورصة المغربية ويجب دعمها، ثم هناك مجلس القيم المنقولة الذي أعطى إشارات واضحة إلى أن التمويلات الإسلامية إيجابية، وهذا ما يجعل المستثمرين الخارجيين يتحركون، بمجرد صعود العدالة والتنمية إلى الحكومة، في اتجاه ضمان مكان متقدم في القطاع». يذكر أن البنك الدولي الإسلامي هو أحد البنوك الإسلامية الرائدة في قطر، وقد بدأ نشاطه في الأول من يناير 1991، ويقدم مجموعة كبيرة من الخدمات المالية الحديثة إلى المؤسسات والأفراد، ويملك 15 فرعا في قطر. وفي ما يخص الشركة الإسلامية القطرية للتأمين، فهي شركة مساهمة قطرية تأسست سنة 1995 لتصبح من أعرق شركات التأمين التكافلي على مستوى المنطقة؛ وقد استطاعت من خلال انتهاج مبادئ الشريعة الإسلامية والاستفادة من الخبرات المتراكمة لديها تطوير جميع قطاعاتها التأمينية وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة وشاملة إلى عملائها.