جدّد فرع منظمة العفو الدولية -فرنسا نداءه من أجل إنصاف الأفارقة ضحايا العنف والتعذيب الأمني الفرنسي. وخص الفرع، في ندائه، حيّزا لقضية المغربي محمد بوكرورو (41 سنة)، والذي وقع منذ أزيد من سنتين تحت رحمة بعض عناصر الشرطة الفرنسية، حيث عذبوه حتى الموت. وأفاد تقرير المنظمة أن الضحية تَوجَّه، يوم 13 نونبر من سنة 2009، إلى صيدلية وسط المدينة، ليعاتب صيدلانيا كان قد باعه أدوية أضرّت بصحته، ودخل المغربي في مشادات مع الصيدلاني، الذي وصف له أدوية لا توافق نوعية مرضه، وهو ما حذا بالصيدلاني إلى استدعاء الشرطة التي اعتقلته. وأضاف تقرير المنظمة أن ملف الضحية يزال «مُجمَّدا» في رفوف القاضي المكلف وأن واقعة التعذيب حضرها شهود عيان، أكدوا أن المغربي عُنّف من خلال استعمال رجال الشرطة سيلا من اللكمات والضربات أثناء محاولتهم اعتقاله وكذا بعد إدخاله إلى داخل السيارة الأمني وأنه توفي عشية نفس اليوم، تاركا طفلتين صغيرتين بدون سند. كما أفادت أسرة الضحية، حسب تقرير المنظمة، أن أسرة الضحية لم تطّلع على جثمان فقيدها إلاّ بعد مرور 48 ساعة عن الواقعة وأن إصابات خطيرة طالت وجه المتوفّى وبعضا من أنحاء جسمه، بينما أكد تقرير الطب الشرعي أن «الوفاة كانت بسبب سكتة قلبية». قد سبق لمنظمة العفو الدولية، المعنية بحقوق الإنسان أن دعت، في بداية السنة الميلادية الجارية، إلى إجراء تحقيق مستقل حول جرائم قتل خمسة رجال من أصل أفارقة بينهم فرنسي الجنسية، على يد قوات الشرطة الفرنسية منذ عام 2004. واستنكرت، حينها، عمليات التعذيب والعنف التي استخدمتها بعض الفرق الأمنية الفرنسية أثناء التحقيق مع الأجانب. كما أشار تقرير المنظمة إلى عدم الحيادية والنزاهة في التحقيقات التي تخص حالات الاشتباه في استخدام الشرطة القوة المفرطة. ولم يتمَّ توجيه اتهامات لرجال شرطة سوى في قضية واحدة من القضايا الخمس، وهي قضية التونسي عبد الحكيم العجيمي (22 عاما) الذي توفي في شهر يناير 2010 في ظروف غامضة. فيما لم يتمَّ إنصاف أسرة المعتقل الجزائري علي زيري (في عقده السابع) والذي توفي داخل مستشفى بعد يوم من خروجه من مخفر الشرطة. وكانت الشرطة قد أوقفت علي زيري أثناء قيادته سيارة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس مع أحد أصدقائه في يونيو 2009. تم اصطحاب زيري وصديقه إلى مركز شرطة لإخضاعهما لاختبار قياس نسبة الكحول في الدم. وترك الرجلان مُكبَّلين على الأرض ووجهاهما مغموسان في قيئهما لفترة تتراوح بين 30 و75 دقيقة 3.. وتتعلق القضايا الأخرى بالمالي أبو بكاري تانديا (38 عاما) والمغربي محمد بوكرورو (41 عاما) والفرنسي من أصل سنغالي لامين دينغ (25 عاما). وكان عناصر الشرطة يتعمّدون تعذيب المعتقَلين الأفارقة بتثبيت وجوههم على الأرض وأيديهم مكبّلة خلف ظهورهم، لشل حركتهم، مما عرّض المعتقلين للاختناق أو الدخول في غيبوبة.