أكد أعضاء الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أثناء اجتماعهم أول أمس الاثنين، أن «النتائج التي حققتها أحزاب الكتلة الديمقراطية تشكّل أفضل جواب للتحالف الهجين الذي بدأ يتفكك»، في إشارة إلى «التحالف من أجل الديمقراطية»، الذي بدأت تظهر عليه علامات الارتباك، بعد تقدم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية. وشدّد بلاغ صادر عن اجتماع الديوان السياسي، تتوفر «المساء» على نسخة منه، على أن التحالف بدأ يتلاشى، رغم كل التجاوزات المصحوبة بالدعوات المبشرة باحتلال الأحزاب المشكلة لهذا التحالف باحتلال المراتب الأولى، وهو ما «يفرض العدول عن الحسابات والممارسات السياسوية الضيّقة والأساليب البائدة والمقاربات المتجاوَزة وتغليب المصلحة الوطنية أولا وضمان نجاح مشروع الإصلاح الديمقراطي الحقيقي في بلادنا ثانيا»، على حد تعبير بيان حزب «الكتاب». وسجل الديوان السياسي، بإيجابية، سلامة المناخ العامّ الذي جرت في ظله هذه الانتخابات وما ميّزها، على العموم، من شفافية وحسن تنظيم، إلا أن أعضاء الديوان السياسي سجلوا، بقلق شديد، «استمرار آفة المتاجرة في الأصوات وانتشار الجرائم الانتخابية، بالاستعمال الكثيف للمال، لشراء الأصوات، واستمالة الناخبين بالعطايا والوعود والتوظيف غير المشروع لإمكانات الدولة والجماعات المحلية من قِبل بعض المترشحين». وعبّر أعضاء الديوان السياسي عن ارتياحهم من التقدم الذي عرفته نسبة المشاركة في التصويت، والبالغة نسبة 45 في المائة، في سياق جهوي ووطني بالغ التعقيد، يضيف البيان وتميّزَ ب»القلق والحيرة والرفض والنداءات الصريحة إلى المقاطعة في إطار جو الحرية والديمقراطية الذي تعيشه بلادنا». كما أكد أعضاء الديوان السياسي ضرورة إصلاح الاختلالات المسجلة على صعيد «نمط الاقتراع والتقطيع الانتخابي»، والتي من شأنها أن ترفع أكثر من نسبة المشاركة وتحقق المصالحة المرجوة للمواطنات والمواطنين مع صناديق الاقتراع وتُحفّزهم من أجل مشاركة أقوى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، على حد تعبير بيان الحزب. إلى ذلك، سيعرض الحزب أداءه وآفاق مستقبله ونتائجه على اجتماع للجنة المركزية في الأسابيع المقبلة، لاتخاذ المواقف المناسبة من مصير الحزب في المستقبل.