سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقدم والاشتراكية وطموح تشكيل فريق نيابي ليلة بيضاء قضاها مناضلو حزب التقدم والاشتراكية في مقر الحزب من أجل عد الأًصوات والمقاعد التي حصل عليها حزب علي يعتة...
الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء في مقر حزب التقدم والاشتراكية. غادر نبيل بنعبد الله المقر، المتواجد بشارع محمد السادس في حي اليوسفية، في اتجاه فندق «سوفتيل»، حيث عقد وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، ندوة صحافية للإعلان عن نسبة المشاركة في «جمعة الانتخابات المغربية». في نفس الوقت الذي غادر الأمين العام للحزب المقر، ظل استخدام الهواتف مستمرا من أجل الاتصال بالمكاتب الجهوية وبالمرشحين لمعرفة النتائج الأولية للانتخابات. وبين هذا وذاك، استمر «الرفاق» في تجزية الوقت عبر أحاديث الجانبية وعبر احتساء الشاي أو المشروبات الغازية. الفريق البرلماني.. قادم أجواء التفاؤل منتشرة في المقر الذي زُيِّن بملصقات الحزب. عمّ الهدوء أرجاء المكتب واصطف الجميع أمام شاشة التلفاز، المعلق على الحائط. رفع أحد الرفاق صوت التلفاز، ليستمعوا إلى كلمة وزير الداخلية. سيعلن هذا الأخير عن وصول نسبة المشاركة إلى 45 في المائة وعن أن «عمليات فرز أصوات المغاربة الذين أدلوا بأصواتهم منذ الساعة الثامنة صباحا إلى حدود الساعة السابعة ما تزال متواصلة»... أحاديث ثنائية ستبدأ بعد إعلان رقم «45». تسود أجواء الارتياح من هذه النتيجة «الإيجابية»، لأنها جاءت مخالفة لكل التوقعات التي كانت تذهب إلى أن نسبة المشاركة ستكون أقلَّ من تلك المسجلة في سنة 2007، ومن المحتمَل ألا تتجاوز نسبة 30 في المائة «إنها ضربة موجهة إلى حركة 20 فبراير والداعين إلى المقاطعة»، تقول بوشارب، مرشحة اللائحة الوطنية: «سنحصل على 22 مقعدا في هذه الاستحقاقات»، يقول عبد السلام الصديقي، عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب، قبل أن يضيف: «سنشكل فريقا برلمانيا».
نسبة مشاركة مريحة عاد الهدوء ليسود مقر حزب علي يعتة، من جديد، وتم رفع صوت جهاز التلفاز مجددا: نبيل بنعبد الله يتحدث إلى إحدى القنوات العمومية مباشرة من فندق «سوفيتل»، القريب من مقر «الحزب الشيوعي المغربي» سابقا. أعلن نبيل بنعبد الله ارتياح حزبه لنسبة المشاركة، المحددة في 45 في المائة. «تُشكّل هذه النسبة تقدما ملموسا قياسا بنسبة المشاركة في الاستحقاقات التشريعية ل2007، رغم أن الطموح كان هو تجاوز نسبة 50 في المائة.. لكن الظروف التي أجريت فيها هذه الانتخابات، في ظل ما يسمى «الربيع العربي»، والإحباط الذي تعيشه الشعوب، كان له الوقع السلبي على نسبة المشاركة في هذه الانتخابات»، يقول بنعبد الله. « برافو نبيل» تطرق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لنسبة الانتخابات وسجل ارتياحه بخصوص الجو الذي مرّت فيه الأجواء الانتخابية، رغم تسجيل بعض الخروقات لدى بعض المرشحين، قبل أن يُنهيَّ كلمته بتفاؤله من حصول حزبه على نتائج مطابقة للمجهودات التي قام بها، وعلى المقاعد التي تعكس تموقعه الاجتماعي. وبمجرد إنهاء بنعبد الله تصريحه التلفزيوني، علت أصوات القاعة لتهنئه: «برافو».. برافو نبيل». سيكون قياديو حزب التقدم والاشتراكية حاضرين في فندق «سوفتيل»، كنزهة الصقلي وخالد الناصري. عاد الجميع، بعد كلمة بنعبد الله، إلى الاتصالات الهاتفية: «كاين شي خْبار؟» سألت إحدى الشابات.. «المرشحين ما كيجاوبوناشْ»، قالت إحدى أعضاء لجنة التتبع. ظلت بعض الأرقام الأولية تصل إلى مقر الحزب في الرباط، لكنها ضعيفة. الحزب يفقد مقعد جرسيف أرقام من هنا وهناك بدأت تتوافد، والجميع مشغولون بهواتفهم المحمولة: «إسماعيل العلوي عْندو دابا 3 آلاف صوت»، قال أحد الشباب. وكيل اللائحة في خنيفرة، الثاني «راه غاديينْ»، قال أحد المناضلين. بعد مدة، عاد نبيل بنعبد الله إلى مقر الحزب، حيث ظلت زوجته مرابطة هناك. عادت الحيوية لتدب، من جديد، في صفوف أعضاء لجنة التتبع، الذين جلس قربهم الأمين العام. وسيُبشّرهم هذا الأخير بأول مقعد حصل عليه الحزب، ويتعلق الأمر بدائرة صفرو، حيث يمثل الحزبَ إدريس بوطاهر. بدأت عقارب الساعة تمر بطيئة على أعضاء الحزب، بعد تواتر الأخبار عن تقدم حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات والحديث عن مركز ثان لحزب الأصالة والمعاصرة. تتوافد الأخبار تباعا، من جديد، عن فشل الحزب في مجموعة من الدوائر.. ذهول سيصيب القاعة، بعد فشل الحزب في ضمان مقعد عن مدينة كرسيف في الجهة الشرقية، التي عُرِف عنها أنها معقل لليساريين. وفشل عبد النبي الفيلالي، رئيس المجلس البلدي للمدينة، في ضمان المقعد البرلماني. جاء أنس الدكالي يحمل لائحة بين يديه. استمع إليه الجميع بانتباه شديد: «إلى حد الساعة، استطاع الحزب ضمان 3 مقاعد في كل من صفروواليوسفيةوالجديدة». أعادت كلمة الدكالي، المرشح الثاني في لائحة الشباب الحماس من جديد إلى القاعة. وإلى حدود الساعة الثانية عشرة ليلا، حسم الحزب في أمر أربعة مقاعد انتخابية أخرى في كل من دائرة الجديدة وسيدي بنور واليوسفيةوصفرو. ففي دائرة الجديدة، حسم مرشح الحزب، عبد العالي بربيعة، وهو مهندس دولة، في أمر مقعده بعد حصوله على 12 ألف صوت، ليضمن تواجده تحت قبة البرلمان، في حين فاز عبد الحق الناجي، وهو رجل أعمال، بمقعد عن دائرة سيدي بنور، ب13 ألف صوت، كما فاز عبد المجيد العزوزي، وهو رجل أعمال، بمقعد في دائرة اليوسفية، ب6200 صوت. الساعة الأولى من يوم السبت تواصلت نفس الحركية، رغم مغادرة بعض المناضلين مقر الحزب، كخالد الناصري، وزير الاتصال في الحكومة الحالية. يوج الحديث في المقر عن ضمان الحزب 3 مقاعد. وتتوافد بعض الأنباء، فالملحن مولاي أحمد العلوي أصبح خارج دائرة المنافسة في «دائرة الموت» في الرباط، بعد فوز عبد السلام بلاجي، عن حزب العدالة والتنمية، وإبراهيم الجماني، عن حزب الأصالة والمعاصرة، واحتدام التنافس على المقعد الثالث بين إدريس لشكر وفوزي الشعبي. حديث عن صعوبة حصول فؤاد حجير، رئيس جماعة تغسالين، عن مقعد عن خنيفرة أصبح يطبع أحديث الحاضرين في القاعة. وباتت الأخبار مؤكدة عن خسارة إسماعيل العلوي غمار التنافس على مقعد برلماني: «سنشكل فريقا برلمانيا، نحن دائما متفائلون»، تقول غزلان ماموري، عضو الديوان السياسي. من ثلاثة مقاعد، ارتفع العدد إلى سبعة أو عشرة، في انتظار الإعلان عن النتائج الأولية الرسمية مساء يوم أمس السبت.